الإبداع حالة عقلية بشرية مدهشة، تؤدي إلى إنتاج شيء جديد يضيف قيمة كبيرة للنتاج الإنساني، سواء كان ذلك الشيء ماديا أو معنويا.
والإبداع يقوم على فكرة تولدت في الذهن لتخرج لنا بعدة أشكال ملموسة أو غير ملموسة، فنحن قد نرى الإبداع مثلا: بصورة اختراعات يمكننا استخدامها في حياتنا اليومية، أو قد يكون المنتج الإبداعي أسلوبا جديدا لحل مشكلة معينة نعاني منها.
وأتوقف هنا ثم تتولد في ذهني قائمة من التساؤلات؟
هل للإبداع سن معينة؟
وهل بإمكان الأطفال التفوق على البالغين وابتكار أفكار إبداعية رائعة؟
وهل يقف الإبداع عند مرحلة الشباب فقط ولا يتعداها إلى مرحلة الشيخوخة؟
وهل الإبداع للأصحاء فحسب دون المعاقين؟
وهل الإبداع حق مطلق للرجل لا تمتلكه المرأة؟
وهل الإبداع حكر على مجتمع دون غيره؟
والقائمة تطول بالمزيد لكني سأكتفي بهذا حاليا.
وللإجابة عن تلك التساؤلات السابقة أقول:
لا يمكننا أن نقيد الإبداع بسن معينة أو فئة محددة، فلا نقصره على البالغين دون الصغار، أو نتيحه للشباب فقط ونمنعه عن المسنين، وهو بلا شك مباح للمعاقين كما للأصحاء، فضلا عن أنه من الظلم أن نعطي للرجل الحق في الإبداع ونمنعه عن المرأة، وبالإضافة لذلك فهو لا يعتبر حقا حصريا لمجتمع واحد دون غيره من المجتمعات.
فإذا كنا مقتنعين بذلك فأين هي المشكلة إذن؟
أنها تكمن بواقعنا الحالي، فإذا أردنا تطبيق تلك المقولة على ارض الواقع، اصطدمنا بالكم الهائل من المعوقات والعقبات والاحباطات في مجتمعاتنا العربية.
فنجد لائحة طويلة من الموانع التي تحول بيننا وبين نشر ثقافة الابداع في المجتمع وأهمها من وجهة نظري:رفض التغيير، ومحاربة التطوير، والتمسك بالأفكار المتخلفة، والأساليب البالية، وتشديد القيود على العقول، وممارسة الضغوط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وتقييد الحريات الفكرية، والتفنن في أساليب السخرية والاستخفاف بالآخرين، والتهديد والارهاب وتحطيم النفسيات، وأخيرا الحقد والحسد ومحاربة النجاح.
إذن ما الحلول لتلك المعوقات؟
أعتقد أن الحل الأساسي هو تطوير التعليم.
عبر تحويله من التعليم التقليدي إلى التعليم الإبداعي، وذلك لبناء أجيال مبدعة، تعي قيمة الابداع وأهميته ودوره في نهضة المجتمع والارتقاء به، وتمتلك الوسائل اللازمة لصناعة الابداع في كل ما حولها، حينها فقط سيتحول المجتمع بأكمله لمجتمع يحترم الابداع ويمارسه في كل مناحي الحياة.
[email protected] - @dmadooh