دلال مدوه
كثيرا ما تتم دعوتنا لحضور أفراح، أو مآدب، أو مناسبات اجتماعية مختلفة، وفي اغلب الأحيان قد لا نرغب في تلبية تلك الدعوات إما لارتباطاتنا العائلية، أو لانشغالنا بالعمل، أو حتى دون سبب معين سوى عدم رغبتنا في الذهاب فقط.
ولكننا عادة ما نجبر أنفسنا على حضور تلك المناسبات سواء أكان ذلك مجاملة للداعي بسبب وجود مصلحة مشتركة، أو فائدة معينة، أو لرغبتنا في عدم إثارة غضبه، خاصة إذا كان صديقا أو قريبا، وأحيانا قد نخضع لضغط الأهل أو الزوج أو الزوجة.
ومن الأمور التي تجبرنا أيضا على الذهاب اننا قد نخشى من انتشار الشائعات والاقاويل بين الاهل والاصدقاء حول الاسباب التي دعتنا لعدم الحضور.
وعندما نقرر حضور تلك المناسبة ونحدث انفسنا بأنها مجرد ساعة أو اثنتين ونعود بعدها للبيت لنكمل مهامنا أو نخرج لإنجاز اعمالنا والتزاماتنا، نكون حينها مخطئين، فالوقت المستغرق للحضور سيكون اكثر من ذلك، لأننا يجب ان نحسب الى جانب ذلك الوقت ما سنقضيه ايضا للاستعداد لتلك المناسبة قبل الذهاب، فإذا قلنا على سبيل المثال: انها دعوة لحضور حفل زفاف للسيدات، سيكون على المدعوة الذهاب للسوق بحثا عن ملابس اذا كانت لا تملك الملابس المناسبة أو غالبا لا تريد تكرار ارتداء ما لبسته في مناسبة سابقة وقد يستغرق البحث يوما أو اكثر، وفي يوم الدعوة قد تذهب لصالون السيدات ثم تعود للمنزل مرة اخرى لتغيير ملابسها واخيرا تذهب للحفل، هذا الى جانب الوقت المنقضي في الطريق حتى الوصول لمكان الحفل فضلا عن الاوقات التي ضاعت في المشاوير السابقة، ولا ننسى مقدار الجهد والطاقة التي بذلت للاستعداد والمال الذي صرف لهذا الغرض.
وهذا مثال واحد وهناك الكثير من الأمثلة غيره والتي لا يتسع المجال لذكرها هنا.
فإذا تصورنا كم من الدعوات والمناسبات التي يجب علينا ان نلبيها في الشهر الواحد لعرفنا مقدار الجهد أو الطاقة التي نبددها، والوقت الكبير الذي نضيعه، والأموال الكثيرة التي ننفقها على هذه المناسبات.
إنها ليست دعوة للانعزال والبخل بالوقت والمال، ولكنها دعوة للاختيار من بين المناسبات المختلفة بما يلائم ظروفنا، وحالتنا النفسية والصحية، وما يناسب ميزانياتنا، ومدى أهمية الداعي بالنسبة لنا.