دلال مدوه
خرجت علينا في السنوات الاخيرة وفي الفترات الماضية العديد من اشكال الزواج، كالزواج العرفي، والسري، والفرند، والمصياف، والمسفار، والويك اند، والكاسيت، والدم، والمصحف، والطابع، والوشم، والورود، والمصلحة، والوناسة، وغيرها مما لا اعلمه.
وربما سيأتي الوقت الذي تخرج علينا انواع اخرى جديدة: كزواج الڤيديو كليب، وزواج الـ cd، والـ dvd، والـ mp3، او قد تظهر زيجات بأسماء الاغاني مثل: البرتقالة، المشمشة والعنب، او يسمي عشاق الألعاب الالكترونية زيجاتهم بأسماء: بلي ستيشن، او اكس بوكس، او لعل محبي الموبايلات يحتجون فيطالبون بزواج الرنة والمسج، ثم يغار مرتادي الانترنت فيطالبون بزواج الايميل، والشات، يتبعهم متابعو البرامج التلفزيونية والواقعية والمسلسلات المدبلجة فيبتكرون زواج نور، او مساء الخير يا زواج، او زواج سوبر ستار.
ولا ننسى محبي المواسم والمناسبات الذين قد يسمون زيجاتهم: بزواج الوسم والبوارح، او زواج رأس السنة، او زواج عيد الحب، او هلا زواج، او غيرها من الاسماء والطرق التي ما انزل الله بها من سلطان.
واني اتساءل: ما هذا يا سادة يا كرام؟ ما هذه الفوضى؟ وما ذاك الفساد، ماذا يحدث في ارقى واسمى رابطة على وجه الارض؟ وما الذي ترتب على ذلك التلاعب؟
ان نتيجة وجود تلك الاشكال المزيفة من الزواج ادت لعزوف الكثير من الشباب عن الزواج الشرعي المستقر، وتكوين الاسر، واستعاضوا عنه بتلك الزيجات التي لا ترتب عليهم حقوقا او واجبات، وانما هي مجرد اشباع لرغباتهم ونزواتهم.
اناشد رجال الدين الافاضل ان يكونوا اكثر حزما وتشددا في هذه المسألة، والا يلتفتوا لمن يطالبهم بتفصيل فتاوى على مقاسهم، وتبعا لاهوائهم باسم الحاجة وظروف العصر، وذلك درءا للمفاسد وحفاظا على الدين من المتلاعبين.
وارجو من اولياء الامور الكرام تيسير الزواج والتنازل عن بعض الامور الشكلية وغير الضرورية سترا لبناتهن وحتى لا يقعن في المحظور، ولنا في قاعات المحاكم وصفحات الجرائد امثلة كثيرة وحكايات مؤلمة كان المتضرر الوحيد فيها الفتاة المسكينة.
وأوجه ندائي لاختي الفتاة واقول لها احذري ان تكوني لقمة سائغة للمحتالين، ولا تنخدعي بكلمات الحب الواهية حتى لا تندمي حين لا ينفع الندم، وانتبهي من السقوط في فخ الزواج المزيف ايا كان وباختلاف مسماه حتى لا تخالفي الله ورسوله، فتسلب منك حقوقك التي كفلها الاسلام لك في ظل العلاقة الزوجية الشرعية، وتتعرضي للشبهات والاشاعات والاقاويل، وتواجهي الفضيحة انت واهلك، وقد تجنين على طفل ليس له ذنب فيعيش محروما من الحياة الكريمة يطارده دائما شبح اليتم والحرمان من ان ينشأ في ظل والدين يحبانه ويعتنيان به.
والى اخي الشاب اقول اتق الله في هذه الفتاة المسكينة ولا تستغل ظروفها الشخصية، او الاسرية، او حاجاتها العاطفية، او المادية فتؤذيها، وتحطم مستقبلها، وتذكر انك ان تفعل ذلك ستدور عليك الدوائر ويسلط الله عليك من يأتي ليقتص منك لهذه الفتاة فيدمر حياة اختك او قريباتك، وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل والقصص على ذلك كثيرة.
وفي الختام اناشد الجهات المعنية كوزارة التربية، والاوقاف، ومؤسسات المجتمع المدني، وغيرها ضرورة نشر الوعي بين الشباب من الجنسين حول خطورة العلاقات المحرمة او الزيجات غير الشرعية، وتوضيح صورة الزواج بمنظوره الصحيح بعيدا عن الافكار والخرافات المتداولة بين الشباب، مع بيان حقوق وواجبات الزوجين تجاه بعضهما في اطار الشريعة والقانون.
زاوية مضيئة:
دار «الاستشارات الاسرية» مؤسسة تطوعية تسهم في معالجة العديد من المشكلات الاسرية والاجتماعية، وتوفير الدعم النفسي لافراد الاسرة، وخدمة التوفيق بين الراغبين في الزواج بطريقة شرعية، وتقديم الاستشارات، فضلا عن نشر الوعي بين الناس فيما يتعلق بقضايا الاسرة والمجتمع.
دعوة مفتوحة لكل الجهات والمؤسسات ذات العلاقة لتقديم الدعم المناسب، وجميع التسهيلات لهذه المؤسسة لمساعدتها على تأدية دورها في خدمة الناس.