دلال مدوه
يحدث في الحج العديد من المواقف الطريفة أو المضحكة المبكية نتيجة لجهل العديد من الناس في الكثير من الأحكام المتعلقة بالحج، بسبب حداثة إسلامهم، او لعدم حرصهم على تعلم أحكام الحج بصورة خاصة وأحكام الدين الأخرى بصورة عامة.
وفي السطور التالية مجموعة من هذه الطرائف التي صادفها بعض الحجاج وذكرتها مجلة «مساء» في احد اعدادها.
وأسأل الله ان يتقبل من حجاجنا في هذه الأيام المباركة ويكتب لهم حجا مقبولا وذنبا مغفورا وكل عام والجميع بخير.
حكى لي صديقي أنه رأى مجموعة من النساء الأجنبيات ومعهن رجل من بلادهن يقرأ العربية، إلا انه لا يفهمها، وكان يقرأ من كتاب الأدعية، وهن يرددن وراءه، حتى قال: طُبع، فقلن: طبع، فقال: في الرياض، فقلن: في الرياض، فقال: في مطبعة، فقلن: في مطبعة.. الخ.
ذكر لي احد الأقارب انه من شدة الزحام والتدافع عند رمي الجمرات رأى حاجا كاد يسقط من اعلى الجسر، ولكنه تمسك بالحديد بقوة، فسقطت ثياب الاحرام عنه، وكان هذا الحاج افريقيا شديد السواد، ضخم الجسم، فلما رآه احد الجهلة، ظن ان الشيطان قد خرج، فصار يهتف بكل حماس: خرج الشيطان، ظهر الشيطان، واخذ يضربه بالجمرات، وبدأ الجهلة وراءه يرجمون هذا المسكين بالحصى والنعال، حتى أدركته سيارة الاسعاف وهو على وشك ان يفارق الحياة.
حكى لنا جدي قصة رآها في الحج قبل أكثر من خمسين سنة، وذلك ان احد الجهلة عمل مطوفا، فأوكل اليه رئيس المطوفين تطويف اثنتي عشرة امرأة، وبعد ان انتهى معهن من رمي الجمار، أمرهن بحلق رؤوسهن بالموس جميعا، وعادت النساء الى أهلهن من دون شعر.
حج أحد معارفنا وأثناء الزحام أحس بشخص يريد ان يسرق منه محفظته، فأمسك بيده بقوة، واراد ان يسلمه للشرطة، فصار الرجل يرجوه، ويحلف له انه تائب، وانه لن يكررها، فرحمه صاحبنا وأطلقه، وبعد ان ذهب السارق وضع صاحبنا يده في جيبه فقال: آه لقد سرق المحفظة.
كنت أطوف حول الكعبة فسمعت رجلا يدعو بحماس: اللهم اني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
فقلت له: يا أخي، هذا الدعاء تقوله اذا دخلت دورة المياه، فأجاب بسرعة، ما في مشكلة، كله دعاء كويس.
شاهدت أثناء السعي بين الصفا والمروة احد الحجاج الذي رأى الكاميرات التي تصور المسعى، فأشار إليها بحماس لكي يظهر في الصورة، وبعد قليل، صارت مجموعة من الجهلة يقلدونه، ظنا منهم ان هذا من مناسك الحج.