في أحد أجزاء أفلام الرعب الشهيرة، أهدى بطل الفيلم للبطلة «تميمة» سحرية لتعلقها على سريرها، حتى تحميها من الكوابيس المخيفة التي تراودها أثناء نومها.
تذكرت ذلك المشهد السينمائي عندما لاحظت انتشار هذه التميمة بين شبابنا وفتياتنا، وقد بدأ ترويجها في بعض المعارض، بالإضافة لبيعها في عدد من الحسابات على موقع «انستغرام».
واللافت في الأمر مدى الاقبال الكبير عليها، والإعجاب الشديد بها من قبل الكثيرين، والذين قاموا بنشر صور تلك التميمة وهي مثبتة على أسرتهم، أو متدلية من أسقف غرف نومهم، أو معلقة في سياراتهم، والمؤسف اعتقادهم بمدى فعاليتها في القضاء على الاحلام المزعجة، وقدرتها على جلب النوم الهادي المريح.
وعندما بحثت على الانترنت عن معلومات حول تلك التميمة، وجدت أنها تسمى «صائدة الأحلام» أو «dream catcher» وهي عبارة عن حلقة صغيرة، تنسج بداخلها مجموعة متشابكة من الخيوط على شكل شبكة عنكبوت، وتتدلى من الحلقة بعض حبات الخرز والريش.
ويرجع أصل تلك التميمة إلى معتقد قديم لدى قبائل الهنود الحمر في قدرتها على اصطياد الاحلام المزعجة، والكوابيس المخيفة، وحبسها في الشبكة حتى بزوغ ضوء الشمس الذي يشتتها، ويعمل الريش المتدلي منها كموصل لنقل الاحلام الطيبة من الشبكة إلى عقل النائم.
وأثناء بحثي علمت أنها انتشرت بين الشباب بصورة أكبر بعد ظهورها في أحد المسلسلات المدبلجة، كما وجدت بعض مقاطع الفيديو التي تعلم صناعتها، بالإضافة للعديد من المواقع الالكترونية الأجنبية التي تبيعها بمختلف الاشكال الكبيرة والصغيرة لتعليقها على الأسرة، أو الجدران، أو كأساور لليدين، أو قلائد للرقبة، أو ميداليات للمفاتيح.. وغيرها، لإرضاء جميع الأذواق، وضمان انتشارها بصورة أكبر، كما رأيت صورا لكثير من الشباب الذين شوهوا أيديهم أو أجسادهم بأوشام على شكل تلك التميمة.
وقد تألمت كثيرا عندما رأيت رواج هذه البدعة الجديدة والخطيرة بين شبابنا، حيث تؤثر على المعتقدات، وتزعزع الايمانيات، من خلال ترسيخ الاعتقاد بقدرة تلك التمائم على الحفظ والحماية، بعيدا عن الآيات القرآنية، والأذكار النبوية التي علمتنا كيف نحصن أنفسنا ونحميها من كل شر أو أذى.
لذا على أولياء الامور الحذر من تسلل تلك التمائم وغيرها من البدع إلى بيوتهم، وتوعية أبنائهم بعدم جواز استخدامها أو الاعتقاد بفائدتها في الحماية، وتذكيرهم دائما بأن الله سبحانه وتعالى هو خير الحافظين.
زاوية أخيرة: دعوة للمعنيين بالحرص على مراقبة المعارض والاسواق وغيرها للتأكد من عدم بيع أو ترويج مثل تلك التمائم والبدع المفسدة لعقائد الناس.
[email protected]
twitter:@dmadooh