دلال مدوه
بعد ان اجتاحتنا في الفترة الماضية موجة تجميل الانوف والشفاه وغيرها من عمليات التجميل، تجتاحنا في هذه الايام موجة كاسحة جديدة تسمى التان او التاننج، وهي عملية تسمير الجلد وتحويله الى اللون البرونزي طبيعيا من خلال التعرض للشمس او باستخدام وسائل صناعية كالاجهزة او الحقن او الكريمات او البخاخات.
وتزداد شدة هذا الهوس في فصل الصيف، حيث يلهب العديد من الشباب والفتيات وراء السمرة الجميلة، واللون البرونزي المحبب غير مكترثين للمخاطر الجمة الناتجة عن التعرض للشمس لفترة طويلة، وتكمن خطورة اشعة الشمس في انها تحمل كميات كبيرة من الاشعة فوق البنفسجية التي قد تسبب اضرارا عديدة للانسان، لكن تأثيرها على الجلد هو الاقوى والاكثر شيوعا من بين الاضرار الاخرى.
ويذكر المختصون ان الشخص الذي يقضي وقته في التفكير في بشرته وفي الرغبة بجلسات التسمير هو شخص مصاب بنوع من الهوس او الادمان، اي «ادمان اكتساب اللون البرونزي»، وهو نوع من الادمان يحمل بعدين احدهما مرضي يتعلق بخطورته على الجلد والآخر نفسي، لذا ينصح العديد من الاخصائيين بعلاجه على الصعيدين النفسي والطبي.
ويظن البعض ان التسمير الاصطناعي في مراكز التجميل هو الحل الانسب للوقاية من اشعة الشمس الضارة، بينما تكشف الابحاث غير ذلك، فقد اكدت الجمعية الاميركية للسرطان ان خطر الاصابة بسرطان الجلد يزداد الى الضعف بالنسبة لمن تعرض للاشعة فوق البنفسجية بعمر 35 او اصغر، وتزداد هذه المخاطر مع كل زيارة جديدة الى مراكز التسمير، علما ان سرطان الجلد يحصد ارواح 60 الف شخص سنويا وفقا لاحدث احصائيات منظمة الصحة العالمية، ويشير الخبراء الى انه قد يلجأ البعض الى كريمات او بخاخات التسمير بعيدا عن مخاطر الشمس للحصول على اللون البرونزي ظنا منهم انها غير ضارة، بينما قد تؤثر عليهم مسببة الحساسية، والتهاب الجلد في كثير من الحالات، فضلا عن ان قصر مدة صلاحيتها وسوء تخزينها وتعرضها للحرارة لفترة طويلة يساعد على سرعة تلف المواد الحافظة الداخلة في تركيبها مما يحولها لمواد ذات سمية عالية وآثار جانبية ضارة، هذا الى جانب مخاطر استنشاق البخاخ او ملامسة العيون عند وضعه، وتحمل حقن التسمير ايضا خطرا مضاعفا فقد تتلف اجهزة المناعة القلبية الوعائية وتسبب مشاكل صحية اخرى، الامر الذي دعا السلطات الصحية البريطانية الى منعها واطلاق حملات للتوعية من آثارها الضارة.
اخيرا يؤكد المختصون ان الحماية من اضرار اشعة الشمس مسؤولية المجتمع بأكمله وليس الفرد وحده، لذا فالمجتمع مطالب باتخاذ عدد من الاجراءات من اجل حماية الانسان من اضرار اشعة الشمس، بالاضافة لاستخدام جميع الوسائل المتاحة للتوعية والارشاد سواء كانت عبر وسائل الاعلام او غيرها.