يبدأ تدمير المجتمعات بتدمير الأسر وتفكيكها، لأن الأسرة هي أساس بناء المجتمع، فإذا تحطم الأساس هدم البناء، وتعتبر التكنولوجيا الحديثة من أفضل الوسائل التي يلجأ إليها أصحاب الأهداف الخبيثة لتدمير الأسر، وبالتالي إضعاف المجتمع حتى يسهل اختراقه والسيطرة عليه.
وقد ذكر الزميل الكاتب محمد علي الحربي في مقاله المنشور في موقع صحيفة «عين اليوم» الإلكترونية بعنوان: «الفاجعة على الأبواب..لا أحد بريء!» قصة طفل قريب له، في الثامنة من عمره، وجدت والدته مصادفة في جهاز «الآيباد» الخاص به صفحة مفتوحة على موقع لتعليم تصنيع قنبلة في المنزل! وأن الأم عندما حاورت الطفل عن «داعش» حدثها عن حبه وتأييده المطلق للدواعش، وعندما حاولت أن توضح له كفر «داعش» وخطرهم وخطأ منهجهم، وأن مجتمعه مسالم ومؤمن، تهجم الطفل على والدته ورفض بشدة انتقادها لهم، وأتهمها بالكفر هي والمجتمع.
كما ذكر ان تنظيم «داعش» اختراق قلوب الأطفال والمراهقين وغسل أدمغتهم، عبر توظيف وسائل التقنية الحديثة، والألعاب الإلكترونية، مثل لعبة «صليل الصوارم» التي تم تحميلها أكثر من 40 ألف مرة، وتتضمن عدة مراحل يتقمص خلالها اللاعب دور أحد أفراد التنظيم الإرهابي، فيقوم بمهمات إجرامية، كالقنص وسرقة السيارات، وتجهيز القنابل، وتفجير المساجد والمنازل، وعمليات إرهابية ضد منشآت وقوات عسكرية، وكل ذلك القتل والتدمير يتم بمصاحبة أنغام النشيد الرسمي للتنظيم.
وحول نفس الموضوع وصلني مقطع صوتي لطفل يخبر والدته عن أشخاص غرباء يلعبون معه في جهاز «البلاي ستيشن» المتصل بالإنترنت ثم يحرضونه على قتل والدته أو أحد أقاربه ليدخل الجنة.
كما تسلمت رسالة عبر «الواتساب» عن حوار مدرسة مع مجموعة من طالباتها عن نوعية الألعاب الموجودة في أجهزتهن، حيث ذكرن أنها تتضمن أمورا خطيرة جدا كالدعوة الى الكفر، أو مشاهدة صور عارية أو مثيرة، أو الترغيب في الانضمام إلى داعش، أو زرع بذور الارهاب من خلال قتل الشرطة وتدمير القرى بالقنابل.
لذا فإنني أضم صوتي الى صوت الزميل الكاتب محمد علي الحربي في مطالبة الجهات المعنية بحجب تلك الألعاب ومنع تنزيلها من خلال الإنترنت، أو بيعها في محلات الألعاب الإلكترونية، وكذلك دور المنظمات الدولية في إصدار تشريعات وقوانين تحمي أبناءنا من خطر «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية،
كذلك فإنني أدعو كلا من الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، والجمعية الكويتية لتقنية المعلومات، وإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في وزارة الداخلية، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، إلى تنفيذ حملة إعلامية توعوية تحت عنوان «الحملة الوطنية لمقاومة أخطار التكنولوجيا» لتوعية أولياء الأمور وطلبة المدارس والجامعات والمدرسين بصورة خاصة، وأفراد المجتمع بصورة عامة، وتحذيرهم من خطر تلك الألعاب الإلكترونية، ودورها في نشر الفساد والعنف والإرهاب في المجتمع.
[email protected]
twitter: @dmadooh