لا يوجد شخص في العالم لم يفقد حبيبا أو قريبا او صديقا...
إما بالوفاة، أو الفراق بين الطرفين لأي سبب كان.
وتختلف فترة المعاناة ومدة الشعور بالألم من شخص إلى آخر...
فمن الناس من يتعافى بسرعة، ومنهم من يأخذ فترة قبل الشفاء، وهناك من تتوقف حياته عند ذلك الموقف فيعيش يوميا لحظة الفراق مستذكرا تلك العلاقة غارقا في ذكرياته حلوها ومرها.
وعندما تحاور أولئك الغرقى في بحر الذكريات، وتحاول التخفيف عنهم وانتشالهم إلى بر الأمان تجدهم مستسلمين لأمواج الحزن التي تتقاذفهم في كل اتجاه وتدفعهم بعيدا، فيأخذهم التيار إلى دوامة اليأس، فتسحبهم إلى القاع ليعيشوا في عالم الأمراض الجسدية والنفسية.
في هذه الحالة ليسمح لي غرقى الأحزان أن أوجه لكل منهم الأسئلة التالية:
هل يستحق ذلك الشخص أن تحزن وتتألم من أجله؟
وهل حزنك على فقده سيعيده إليك؟
وهل تعتقد أن معاناتك لفقده وتوقف حياتك ستسعده؟
إن إجابتك الصريحة عن تلك الأسئلة هي التي ستساعدك على مواجهة نفسك بالحقيقة...
ولعلك تتساءل بعد ان اكتشفت قسوتك على ذاتك!
كيف يمكن أن أتخطى ذلك الألم وأستعيد حياتي من جديد؟
كيف أملأ الفجوة الفارغة التي تركها في داخلي من كنت أهتم به وأرعاه؟
وللإجابة عن ذلك السؤال أشارت الدكتورة «دونا واتسون» الباحثة المتخصصة في إدارة الضغوط وتنمية الذات في كتابها «101 طريقة بسيطة لتكون ناجحا مع نفسك»، إلى تجربتها الشخصية في التعامل مع الذكريات، حيث كانت تجد صعوبة كبيرة في دخول غرفة ابنتها بعد زواجها وانتقالها إلى منزل الزوجية الجديد، فتلك الغرفة كانت تمثل لها كما كبيرا من الذكريات السعيدة والمواقف الجميلة التي لن تتكرر... وهذا ما سبب لها الألم والحزن، لكنها تغلبت عليه حينما أدركت أن ابنتها تعيش سعيدة في حياتها الجديدة، حينها اهتدت إلى فكرة قد تساعدها على مقاومة آلامها، فقامت بشراء نبته ووضعتها في غرفة ابنتها، وكانت تراها في ذهابها وعودتها أمام الغرفة، تدريجيا استطاعت التردد على الغرفة لتسقي النبتة وتهتم بها، عندها أحست بحاجة تلك النبتة إليها لترعاها كما كانت ترعى ابنتها، فتغلبت على حزنها وبدأت تشعر بالسعادة تغمرها من جديد، ثم أدركت أن أجمل شعور يمكن أن يعيشه الإنسان هو الإحساس بحاجة الآخرين إليه.
٭ زاوية أخيرة: لنتذكر أن الحزن ابتلاء دواؤه الصبر، ومن تحمل وصبر فجزاؤه على الله.
[email protected]
twitter:@dmadooh