مما لا شك فيه أن النفط هو عصب الحياة في وقتنا الراهن ويعتبر السلعة الاستراتيجية التي تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي وله دور مؤثر في التنمية البشرية في كل دول العالم وخاصة بلادنا الكويت، حيث يعتبر «هبة السماء» بفضل من الله الذي رزقنا هذا المورد الهائل الذي يعتبر السبب فيما نحن فيه من رفاهية مبالغ فيها وطفرة مالية ضخمة بسبب ارتفاع أسعاره وتضخم ميزانيتنا بفوائض كبيرة قد لا تحسن الحكومة الرشيدة استغلال ذلك في التنمية والاهتمام بالمواطن البسيط ذي الدخل المحدود والمثقل بالهموم والديون، وتحقيق الرفاهية الكاملة لفئة كبيرة من المواطنين الذين يعانون من سوء الخدمات والانتظار الكبير للمساكن والمواعيد الطبية وسوء الخدمات التعليمية والصحية وحتى الترفيهية.
الكارثة التي تمر على الاقتصاد العالمي الآن وخاصة الدول المنتجة للنفط هو انخفاض السريع لأسعار النفط ويقول الخبراء المختصون إن الأسباب تعود إلى عاملين مهمين هما تراجع الطلب والسبب الآخر هو سعر صرف الدولار لأن النفط مقيم بالدولار.
«الذهب الأسود» هو المصدر الرئيس للدخل في الكويت ويجب البحث عن البدائل، فاليوم لدينا الوفرة المالية التي لن تدوم ولدينا ثروة عظيمة وهي «الإنسان الكويتي»، وهنا يجب الاستفادة من هذه الطفرة المالية الحالية وتسخيرها لخدمة الوطن والمواطن في خطط اقتصادية بعيدة المدى توفر حياة كريمة للأجيال الحالية والقادمة، والاعتماد على مصادر أخرى بديلة ومتنوعة لزيادة الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط، والسؤال المحير هو هل هناك في الحكومة من يتعظ ويخطط ويقرر؟ وقديما قيل إن لم تخطط لنفسك ولمستقبلك فمن المؤكد أنك ستكون جزءا من خطط غيرك.
[email protected]
bnder22@