كلمات ذات مدلول واضح وصريح بأحرف متشابهة تدل على معان كثيرة، الفجر والفرج هما توأمان خرجا من رحم واحد بفضل من الله وكرمه الذي لا حد له، فالفجر انتقال مبرمج ودقيق من ظلام دامس إلى نور ساطع، وهو يأتي بعد اشتداد الليل ظلاما ومن رحم الظلام يولد النور، والفرج انتقال طبيعي من ضيق إلى سعة وبلمحة بصر يغير الله بفضله ورحمته من حال إلى حال، ومن ظلام إلى نور ومن هم وغم إلى سعادة وفرح، ولا يمكن بحال من الأحوال ان يغلب عسر يسرين.
ان الايمان العميق بقدرة الله والثقة الكبيرة بأن بعد كل عسر يسرا وبعد كل ضيق مخرجا قاعدة ربانية مؤكدة قد تجعل كل ذي عقل وحكمة ان ينظر إلى أحوال الدنيا بأنها لن تدوم على حالها أبدا وان يدعو بأن يلطف به الإله العظيم حيثما الاقدار دارت وأن ييسر الخير إذا ما النفس تحيرت، فمن أيقن أن الفجر آت فلا بد ان يؤمن بان الفرج قريب.
يقول د.عائض القرني في كتابه «حدائق ذات بهجة»: «افضل عبادة انتظار الفرج لأن فيه ثقة بالباري عز وجل وحسن الظن بالخالق وقوة رجاء بالحق، فانتظار الفرج انتصار على اليأس وقهر للقنوط وتسليم بالموعد وتصديق للخير واطمئنان لسنة الله وتطلع إلى لطفه ورحمته واعتماد على ولايته ورعايته، انتظار الفرج طلب للمدد من الأحد والصبر والجلد حتى يغيث الصمد».
يا صاحب الهم أبشر فإن الفرج قريب واعلم ان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا، وان الإنسان يمتحن في هذه الدنيا ويختبر فلا يجزع ولا يشكو ولا يتململ فهو لا يملك إلا الصبر والرضا بما كتبه الله، فالفجر الجميل قادم والهم الثقيل زائل.
اللهم بعزتك ورحمتك ندعوك ان تعجل برفع الهم والحزن والضيق عن كل مبتلى ومهموم وأن تشفي كل مريض وموجوع وان ترزقنا الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء بيدك كل شيء وأنت على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين.
[email protected]
bnder22@