انتشرت في الآونة الأخيرة وبسبب التطور الحديث للطب العمليات والجراحات التجميلية وهي كما عرفها الأطباء المختصون: جراحة تجرى لتحسين المظهر العام في جزء من أجزاء الجسم الظاهرة، وهي ذات حاجة ضرورية لإخفاء العيوب الخلقية ولبسط ناحية جمالية أو محو آثار مزعجة من اثر حريق أو تشوه خلقي أو آثار حوادث قد تسبب نظرة غير مستحبة لدى الآخرين، فهي تساعد على إعادة الثقة لدى المريض وتمحو الآثار النفسية المترتبة على ذلك العيب الخلقي أو التشوه وهذه العمليات مباحة شرعا، بينما هناك عمليات تجميلية لا داعي لها وقد حرمها بعض الفقهاء وهي للتغيير «نيو لوك» والبحث الزائف عن الجمال المؤقت، والتغيير من اجل التغيير والتجديد والعبث الغير مبرر بخلق الله حيث قال الله في محكم كتابه (انا خلقنا الإنسان في احسن تقويم) التين 4. وقد زين الله خلق الإنسان في أبهى صورة وأجمل تصوير.
قد يعتقد البعض أن جراحة التجميل هي نوع من العمل السحري للقبول بين الناس وان البحث المستمر عن جمال المظهر وترك الجوهر هو ما دعا الكثير إلى الهرولة إلى العمليات التجميلية الزائفة غير المبررة فقط للبحث عن التغيير وبذل الأموال الطائلة، حيث أصبحت هذه الجراحات تجارية باقتدار وتبحث عن الربح المادي والثراء ولها آثار مدمرة بعد العملية منها النزيف وتلف الأعصاب وتجلط الدم وقد تؤدي غالبا إلى العجز والوفاة.
لقد انتشرت في مجتمعنا هذه الظاهرة الدخيلة في ظل التطور الطبي الهائل في الأجهزة والأدوية وفي دراسة أجراها أستاذ الطب النفسي المرحوم د.عادل صادق عن هذا الهوس والثقافة الجديدة التي تنتمي إليها أكثر النساء الآن والرجال أيضا وأكد أن مقاييس الجمال قد تحركت تجاه ما أسماه «النحافة الكبرى»، وارتبطت هذه النحافة الجديدة بتحول مهم في وضعهم في المجتمع مما يترتب على ذلك سلوك نفسي ومعاناة في البحث عن جمال الجسد.
سئل الحسن البصري عن صفة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ظهرت منهم علامات الخير في السيما والسمت والهدى والصدق، وخشونة ملابسهم بالاقتصاد، وممشاهم بالتواضع، ومنطقهم بالعمل، ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق. نحلت أجسامهم، واستخفوا المخلوقين رضا للخالق، لم يفرطوا في غضب ولم يحيفوا في جور، ولم يمنعهم خوفهم من المخلوقين. حسنت أخلاقهم، وهانت مؤنتهم، وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم».
إن الجمال الحقيقي هو جمال الروح والأخلاق وحسن التعامل، وأتمنى أن تكون العمليات التجملية في تغيير السلوك والالتزام بالخلق والتقيد بأمور الدين والتسلح بالعلم والثقافة والبحث عن التميز والإبداع في خدمة الوطن والمجتمع.
[email protected]
bnder22@