الاحتجاجات الشعبية التي تمر بها بعض الدول العربية أعتقد أنها تمثل وجها آخر مصغرا للربيع العربي ودعوة ضد الفساد ومطالبة الحكومات بالعمل الجاد والمخلص لخدمة الشعوب وتحقيق ادنى درجات الرفاهية، وهي خروج ضد بعض الحكومات الفاشلة التي باتت لا تفكر إلا في الفساد والنهب والسرقات. الشعب العراقي انتفض على الفساد الكبير المنظم الذي مورس ضد الشعب في نهب خيراته وسرقة أمواله في حرب واضحة على السلطة وشراسة البقاء فيها في ظل وجود أحزاب تسعى للسيطرة على موارد البلاد. والشعب اللبناني خرج متظاهرا ضد فشل الحكومة لأبسط حقوقه في ظل تخبط واضح للقرار ومحاولة السيطرة عليه وفشل كبير للحكومة في تحقيق مطالب الشعب، والأمر سيمتد إلى الكثير من الشعوب العربية في التظاهر السلمي ورفض الظلم الشعبي والمطالبة بالحقوق المشروعة.
هناك نموذج شعبي رائع وهو ما قام به الشعب الكويتي بمقاطعة شراء الأسماك التي وصلت إلى أسعار قياسية في ظل صمت حكومي مريب وعدم تحرك وزارة التجارة لضبط الأسعار وترك بعض التجار لرفع الأسعار على المواطن البسيط بشكل لا يعقل مقارنة بأسعار الدول المجاورة وكأن السمك الكويتي مطلي بالذهب!
الرسالة الشعبية وصلت ونجحت بشكل لافت، والدليل نزول أسعار بعض أنواع الأسماك في ظل نجاح المقاطعة الشعبية حتى تصل الأسماك إلى أسعار معقولة وفي متناول الجميع، وهنا تجب الإشادة بهذه الطريقة الشعبية الكويتية الباهرة السلمية الحضارية وهي نموذج رائع وناجح ونطالب بالمزيد من هذه الحملات الشعبية في بعض السلع الأخرى التي وصل فيها الجشع إلى أعلى مستوياته.
إن هذه الوقفات والاحتجاجات وحملات المقاطعة هي رسالة إلى الحكومات الكسولة بأن الشعوب تستحق الكثير ووجود هذه الحكومات بالأساس هي لخدمة المواطنين وتحقيق الرفاهية لهم والعمل الجاد في توفير كل الأمور الأساسية من كهرباء وتوفير المياه والنظافة ومحاربة غلاء الأسعار بوضع القوانين والحدّ من الجشع والفوضى.
[email protected]
bnder22@