يرى علماء النفس ان العزلة الاجتماعية هي سلوك يعجز فيه الفرد عن التواصل مع الآخرين والاشتراك معهم في عملياتهم الاجتماعية المختلفة، ويكون فيه الفرد ميالا إلى تجنب أي نشاط اجتماعي يقربه منهم سواء كانوا أفرادا أو جماعات، هذا اذا كان العارض نفسيا ناتجا عن تصرف الشخص نفسه وبإرادته ولكن هذا الأسلوب وللأسف الشديد انتهجته بعض الحكومات والمؤسسات والعوائل والأفراد وهي تسعى بشكل واضح وصريح الى تحجيم الآخر وعزل من له تأثير عن المجتمع وذلك لهدف السيطرة عليه والهيمنة السياسية الزائفة وهناك أهداف أخرى تتعلق بالصراع والنزاع وإضعاف الآخرين.
فالعزل الاجتماعي أسلوب مرفوض يلجأ إليه الضعيف والذي لا يملك القوة الفكرية ولا يملك القبول، ومن جهة اخرى أرى ان «الاحتواء» الاجتماعي مطلوب في تنمية المجتمع وزرع روح التآلف والمودة بين أفراده وجماعاته وعوائله، لمصلحة الجميع بعيدا عن الإسفاف والتجريح.
يقول أبو العتاهية
نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية
طفل الملوك هنا كطفل الحاشية
فاختر لنفسك ما تحب وتبتغي
ما دام يومك والليالي باقية
وغدا مصيرك لا تراجع بعده
إما جنان الخلد وإما الهاوية.
وأخيرا لا تلتفت الى اناس اذا أنجزت حاربوك واذا نجحت ابغضوك واذ توقفت عاتبوك، قلة من البشر جلّ اهتمامهم وقمة سعادتهم هي البحث عن أخطاء المبدعين ولذة محاكاتهم في انتقاد الآخرين، قلة قليلة تعاني من الغرور الاجتماعي وحب الذات وتمارس الحسد بامتياز وتحارب النجاح وتبغض الإبداع، أعاذنا الله منهم وحمانا من خططهم وأعمالهم.
[email protected]
bnder22@