مما لا شك فيه أن الخلاف الخليجي طال أمده وتأثر به الشعب الخليجي تأثيرا مباشرا على جميع الأصعدة، وقد تطورت الخلافات السياسية وتصاعدت إلى حرب إعلامية غير مسبوقة تشهدها هذه البقعة الخليجية التي كانت مضرب الأمثال للأمن والأمان والاستقرار، وهي نموذج إلى الآن يحتذى به في التحالف والوحدة والإخاء، أسسه قادة مخلصون لبلادهم ولشعوبهم، كانت نظرتهم الاستراتيجية والسياسية في منتهى الحكمة والرؤية المستقبلية وفي ظل هذه الخلافات الطارئة التي نثق ثقة كبيرة أن تحل بحكمة القادة وتماسك الشعوب.
يقول الداعية الإسلامي الأميركي «مالكوم اكس» إن «وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل المذنب بريئا وجعل الأبرياء مذنبين، وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير»، فالإعلام له تأثير كبير في أي أزمة ونلاحظ أن الإعلام الخليجي دخل مرحلة متقدمة من حرب إعلامية لا قيمة لها، حيث إنها تزيد الخلافات وتأجج نيران البغضاء والحقد بين الشعوب ونحن نتطلع إلى إعلام خليجي متماسك كما الشعوب يذود ويدافع عن الحقوق ويبتعد عن شحن الجماهير.
يقول أحمد شوقي:
ما كان في ماضي الزمان محرما
للناس في هذا الزمان مباح
صاغوا نعوتا فضائل لعيوبهم
فتعذر التميز والإبداع
فالفتك فن والخداع سياسة
وغني اللصوص براعة ونجاح
والعري ظرف والفساد تمدن
والكذب لطف والرياء صلاح
تحية إجلال وتقدير إلى الإعلام الكويتي وتلك الأقلام والصحف والقنوات والمنابر الإعلامية الخليجية في الشبكة العنكبوتية التي التزمت بمبادئ ردع الخلاف بين الأشقاء وحاولت التقارب بينهم بالكلمة الصادقة والطرح الحيادي.
نبتهل إلى الله تعالى أن تزول الخلافات ويعود مجلس التعاون الخليجي كما عهدناه ويبقي ذخرا للشعوب وللأمم.
[email protected]