إن التنفس من اكثر الأمور فطرية وكثير من الناس لا يجيدون التنفس الصحيح ويبخلون على أجسادهم بعدم إمداده بكمية كافية من الأوكسجين ليس بخلا ولكن جهلا بأهمية التنفس بعمق.
وأنا هنا لن أتطرق لكل الأمور المتعلقة بالتنفس العميق وفوائده ولكن أحاول أن افتح النوافذ لدخول الهواء النقي وهي دعوة للتنفس بعمق.
فجر الخميس الثاني من أغسطس عام 1990 لم يكن يوما عاديا بل يوم من اشد الأيام ألما، حيث اعتدى جيش الطغاة المعتدين في جمهورية الرعب والظلم والجهل بأوامر من قائد ورئيس ظالم ومجرم حرب، في هذا اليوم الآثم غزا جيش العراق ودنس طهارة ارض الكويت في جريمة بشعة لم يشهد لها التاريخ الحديث ولا القديم مثيلا، قام الجيش العراقي المعتدي بترويع الآمنين وانتهك الحرمات ودنس الأرض والسماء والماء، ولكن بفضل من الله انتصرت إرادة الحق وعادت الكويت حرة أبية إلى أهلها وشعبها رغم حقد الحاقدين وشماتة الشامتين وبغض الكارهين والحاقدين.
إن يوم الخميس هو يوم ابيض للكويتيين ويوم اسود للعراقيين، ففي هذا اليوم دافع أبناء الكويت عن وطنهم ودفعوا ثمن ذلك أرواحهم ففيهم من استشهد ومنهم من فقد حريته بالأسر والتعذيب والاضطهاد ومنهم من شرد عن وطنه وأهله ومنهم من اعتقل وقد قدموا للوطن الجميل لوحة وفاء ورد للجميل بأفعالهم البيضاء التي تسر الناظرين وجنود الشر والطغيان قدموا السواد والعار في هذا اليوم الأسود بانتهاكهم الأعراف والقوانين الدولية وارتكبوا جريمة سوداء كقلوبهم وأخلاقهم وقاموا بقتل المواطنين وسرقة ممتلكاتهم في حادثة تسجل بأكبر سرقة في التاريخ وقدموا نموذجا للعهر والنذالة وسوء التدبير.
ان يوم الخميس الأبيض صفحة سجلها الكويتيون بأحرف من نور وضربوا اروع الأمثلة في الدفاع عن وطنهم رغم كثرة العدة والعتاد العراقي وممارستهم الفعلية للحرب والتدريب عليها حيث يمتلكون المعدات والقوة بالمقارنة مع الكويت التي كانت وما زالت حمام سلام وبلاد المساعدات والفزعات تقف مع المحتاج وتساند المكروب بكل ما تستطيع وهي بلاد خير وسلام عكس المعتدي الآثم بلاد الشر والعهر والظلال.
دعونا نتنفس بعمق ونتذكر اليوم الابيض وما قدمه أبناء الوطن ونستذكر يوم التحرير في 26 فبراير 1991 وما قدمه لنا الأشقاء في منظومة مجلس التعاون الخليجي التي تنمني أن تعود المحبة والإخاء إلى دوله وشعوبه وكذلك الدول العربية المخلصة الوفية والدول الصديقة التي شاركت في تحرير بلادنا من براثن الغزو العراقي الآثم، لهم منا الامتنان والعرفان على مواقفهم الشجاعة بالوقوف مع الحق الكويتي.
ابدع الشاعر العملاق عبدالله العتيبي في قصيدته «صوت الشهداء»:
يا نجوم هوت فوق أرض الجدود***وارتفعتم بها في سماء الخلود
أنتم الأوفياء أيها الشهداء***قد وفيتم لها والليالي شهود
[email protected]