الليبراليون هم أكثر من تكلم عن سلم الأولويات وأسهب فيها، أولويات سمعنا بها ولم نرها حتى الآن، هم أكثر من قتل الأدوات الدستورية، وعطلها وفرغها من محتواها بدعوى أن التنمية تحتاج إلى مزيد التهدئة، لكن ما هي الأولويات يا ترى؟ وما هي التنمية التي يعنون؟ بالطبع ليست أولويات المواطن الكويتي، وليست التنمية التي يصبو إليها.
عندهم استجواب الرياضة والطمباخية أولوية، بينما الاستجواب للدفاع عن الدين وأخلاق وقيم المجتمع الكويتي مضيعة لوقت المجلس، التنمية تعني عندهم أن تبني دور سينما ضخمة وتستضيف مهرجانات غنائية باهظة، بينما الأزمات الإسكانية والصحية والتعليمية لا تعني لهم شيئا.
في قضية منع الشيخ محمد العريفي اختفت معاني الحرية، وفي منع نصر أبوزيد ذي الأفكار الظلامية والداعي لنقد كتاب الله العزيز الحميد رأينا من يدافع بداعي الحرية، وفي الوقت نفسه لم نسمع لهم أي إدانة أو تعليق في إساءة الأخير لحكومة الكويت عند طرده.
وقبل أسابيع لم نسمع لهم صوتا في قضية ياسر الحبيب، بل صمت كصمت أهل القبور، وكأن القوم في إجازة برلمانية، أو خارج البلاد لا يعلمون ما يدور فيها، وفجأة إذا بنا نسمع لصراخهم دويا عاليا دون أدنى احترام لعقلية الناخب وفكر المواطن، وهذا الصراخ دفاعا عن ماذا؟ عن كتب ممنوعة لتطاولها على الذات الإلهية وتعرضها للأنبياء والصحابة، «أمحق» دفاع، و«أمحق» قضية وفكر وحرية تجعلنا نتخلى عن أعز ما نملك، وهو ديننا، وأما تعلل بعضهم في صمتهم تجاه التعدي على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لكون القضية قضية طائفية فيكذبه اصطفاف كثير من السنة والشيعة مشكورين في إدانة ياسر الحبيب، سبحان الله منع كتب الشعوذة والخرافات وزبالة الفكر قمع للحريات بينما منع ندوات الدفاع عن أم المؤمنين ليس فيه أدنى انتهاك للحرية.
سؤال بريء، علماء الغرب وأوروبا ومن يسميهم البعض كفارا ومشركين اخترعوا لنا السيارة والقلم والتلفون، وأهل الدين حفظوا لنا الأخلاق وعمروا الديار بذكر الله، لكن ماذا صنع الليبراليون سوى المناحة على الماضي الكروي الغابر، والعويل على منع حفلات الرقص والهز؟ هم فقط «شاطرين» في صفصفة الكلام وانتقاص أهل الدين، وبث روح اليأس والإحباط فيمن حولهم.
[email protected]