ضاري المطيري
وانتهت الحلقة الأخيرة من مسلسل وحش حولي، وتم التخلص من ميت القلب، وزج به في مكانه الملائم خلف القضبان وحيدا، وآن الأوان للعوائل المفجوعة في فلذات أكبادها أن تهدأ قليلا، وآن للعوائل الخائفة والوجلة من خطر الشارع أن تستكين وتطمئن فقد سقط المجرم في شر أعماله، فشكرا لله وشكرا للعاملين في الداخلية من الساهرين على أمن البلاد وحفظه.
رغم تفاؤلنا إلا أننا نتمنى أن يكون هذا هو الوحش المراد والمقصود وألا تكون هناك نسخ أخرى مستنسخة منه مازالت تصول وتجول في طرقات البلاد، لكن ثمة سؤال يخطر في بالي وهو إن كان كما يزعم ذلك المجرم أنه اعتدى على 18 ضحية فمن هو إذن صاحب الجرائم الباقية التي سجلت على مجهول؟ خاصة إن علمنا أن الإحصائية الأخيرة كما أتت بها بعض الصحف المحلية تبين أن عدد بلاغات الاعتداء تعدى الخمسين حالة التي لم تحل أحجيتها بعد ولم يقبض على مرتكبيها، فنرجو الله من الأعماق أن تؤكد التحقيقات القادمة أن هذا المجرم هو نفسه الذي ارتكب تلك الشنائع فنرتاح ويرتاح أهل حولي ولا نسمع بعدها عن وحش الجابرية أو وحش الجليب أو وحش خيطان.
ونرجو ألا يتم التهاون في محاسبته إن ثبتت إدانته كأن يحكم بغير الفناء، ويا حبذا لو كان جزاؤه الجزاء الشرعي لمن عمل عمل قوم لوط من قتل ورمي وإلقاء من أعلى هاوية، فقد قال سبحانه: (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) وهذا في الزنا الذي هو أخف من اللواط أعاذنا الله وإياكم.
ومن الضروري معالجة مثل هذه الحوادث معالجة حقيقية فاعلة من حيث البحث عن الأسباب والدوافع وراءها، ومن حيث مكافحة المحفزات والمغريات التي سهلت للمجرمين أعمالهم، ومما لا شك فيه أن مثل هذا الشذوذ الأخلاقي هو نتيجة لانحراف الفطرة وقلة الوازع الديني لدى البعض وخاصة دون وجود الرقيب الحقيقي المؤتمن في بعض الأماكن وخاصة التي يتكاثر فيها متعاطو الإبر والحبوب المخدرة، وأسوق هذا الافتراض لضرب المثل على الإهمال الواقع من الأهل، وأنا هنا لا أريد زيادة التأنيب والحكم على الآخرين ولا أعترض على أن هذا قضاء محض يجب التسليم به، فكما ورد عن حبر الأمة ابن عباس ( رضى الله عنه ) قوله (إذا وقع القدر عمي البصر)، فلن تمنع الأسباب ولا الموانع من قضاء الله إذا أراده، لكننا مع ذلك متعبدون بالأخذ بالأسباب، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.