ضاري المطيري
من الظواهر التي بدأت بالانتشار لدى بعض السائقين ان يوقف سيارته في الحارة اليسرى بدلا من اليمنى عندما يريد الشــــراء من البقالات التي تطل على الشارع الرئيسي من الجـــهة المـــقابلة له، أي انه يقف في منتصف الطريق حتى ينادي البائع كسلا واســتهتارا بالآخرين، ولا شك في ان مثل هذه الأمور تسبب الارتباك المروري وتكون سببا للحوادث، فضلا عن الازدحام الذي لا معنى له الا من أجل عيون بعض المستهترين بحقوق الطريق، وأحيانا يعمد بعضهم الى تشغيل الفلشر كإشارة وتنبيه للسيارات القادمة لوقوفه ليتحاشى بذلك الاصطدام أو عتب بعض السائقين عليه وعلى فعله، فتجدهم يستميتون لإضفاء شرعية على مثل هذا الفعل فتراهم لا يعبأون بأصوات احتكاك البريك من خلفهم ولا يكترثون لسماع الهرنات من السيارات المحشورة خلفهم.
ولا تقتصر مثل هذه المخالفات على الشبان، بل حتى النساء من جميع الأعمار، فتعجب بصراحة لهذه الظاهرة السيئة، كيف أصبحت عرفا مستساغا عند البعض، وكل هذا نتيجة لوجود تلك البقالات المخالفة من حيث اطلالتها على الشوارع الرئيسية دون وجود مساحة ممكنة لركن سيارات الزبائن فيحدث الزحام بلا داع، علاوة على المخالفة في انشائها في منطقة سكنية غير تجارية عن طريق الواسطات وما اكثرها في بلادنا، تلك الواسطات التي لا تراعي سوى صاحب البقالة أو المحال التجارية، ضاربة بحقوق الجيران ومرتادي تلك الشوارع وأهل المنطقة بشكل عام عرض الحائط.
ترى هذه الظاهرة بوضوح عندنا في منطقة صباح الناصر وللأسف، حيث انك تستطيع ان تمشي في بعض الطرق فتعد اكثر من عشرة محال تجارية، حتى يبدو كأن هذا الـــشارع ليس في منطقة سكنية أو في بلاد تفصـــل وتمايز بين الأراضي السكنية والتـــجارية ضمن قوانين واضحة، فأصبحت بعض الطرق أشبه بطرق وأسواق حفر الباطن المطلة على الشوارع وليست على شكل مجمعات تجارية مخصصة، مع احترامي الشديد لحفر الباطن وأهلها التي آوتنا أثناء الاحتلال الغاشم، فنقول أين المسؤولون؟
وأين سيارات المرور التي عتقت وكربنت في ورش ومستودعات الداخلية ولم تعمل عملها في مخالفة المستهترين بحق الطريق، أصلح الله البلاد وأهلها وحفظها من كل سوء.