ضاري المطيري
يريد هدم الكعبة، لكن من هو؟ أبرهة الحبشي هذه المرة؟ لا بل ابرهة الحزب الجمهوري في اميركا، وبأي اداة يا ترى هذه المرة، أبالفيل العظيم؟ لا بل بالقنابل والصواريخ النووية، هذا ما اوردته الصحف واللقاءات اثر التصريحات الانتخابية للرئاسة الاميركية القادمة، حيث اجاب المدعو توم تانكريدو النائب الجمهوري والمرشح لانتخابات الرئاسة على سؤال مفاده ماذا يجب ان يكون رد الولايات المتحدة الاميركية عندما تتعرض اراضيها لهجوم من مسلمين متطرفين؟ فقال: هو تدمير الكعبة او ضرب الاماكن المقدسة بالنووي.
فهذا يدل دلالة واضحة لكل ذي لب على ان كثيرا من الساسة الاميركان لا يفرقون بين الارهاب وباقي المسلمين، فان ارادوا تعريف الارهاب فلن يجدوا غير المسلمين ينطبق عليهم هذا الوصف تماما، لذا ليصح كل نائم منا يظن ان الغربيين ينصفوننا في مثل هذه الامور فيفرقون بين الاسلام الحقيقي والاسلام المصطنع والمتطرف، ولينم بعد ذلك من يريد النوم او ليغط رأسه او يستر وجهه وكأن الكلام لا يعنيه، وهنا يتأكد للجميع ان حرب الارهاب المزعومة انما هي حرب حقيقية وتشكل امتدادا لسلسلة الحروب الصليبية الفاشلة على ديار المسلمين في ساعة غفلة.
ولعلهم لم يسمعوا قوله تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول) فنحن لن نحمي بيت الله الحرام الا بالدعاء لعجزنا امام التكنولوجيا الاميركية المتقدمة في المجال العسكري، ولكن نقول ما قاله عبدالمطلب الهاشمي لابرهة الحبشي «ان للبيت ربا يحميه» حفظ الله المسلمين والحرمين من كل سوء سيئ ومكر ماكر.