ضاري المطيري
سأطرح بين يديك اخي القارئ بعض الاخطاء التي ترتكب لمعالجة اخطاء اخرى، فستجد ان بعضها خطأ صريح لا مرية فيه وكان سببه العجز عن معالجة الخطأ الاول، والبعض الآخر مبرر نوعا ما حيث قصد به ارتكاب مفسدة اقل لدفع مفسدة اكبر لكن مع ذلك لم اجده مبررا كفاية لوجود خيارات اخرى اخف ضررا، علاوة على اني ارى ان بعضها اقترف بسبب الكسل في البحث او حتى الكسل بمجرد التفكير، وانا هنا لن اعرض الحلول لان الحل واضح جدا وهو سلوك المسلك الوسط.
منها ظاهرة السرعة في القيادة وعدم مراعاة سلامة المشاة من المصلين او طلبة المدارس فعولجت هذه الظاهرة للأسف بخلق الكثير من المطاب القانونية وغير القانونية، الملون منها وغير الملون، الكبير والصغير، الانسيابي وغير الانسيابي فكسروا سيارات الاوادم دون مبرر، وعملوا كل ذلك بدلا من فرض العقاب الرادع والملاحقة القانونية.
بعد ثبوت الادانة لبعض اللجان الاغاثية تحت ادارة ساذجة ومغفلة لدعمها للارهاب وهي قليلة ولله الحمد، ان يكون الحل اغلاق بعض اللجان او التضييق عليها وتعطيل العمل الخيري في دول العالم الاسلامي والله يقول (ولا تزر وازرة وزر اخرى)، بالرغم من ان الاحصائيات الاخيرة تبين ان الاعمال التطوعية في الغرب في تنام مستمر وتلقى ايضا الدعم من حكوماتها بخلاف الحال عندنا.
ان تقع مهاترات وسباب تحت قبة المجلس او يتم استقلال صلاحيات الرقابة لاهداف شخصية من البعض لقلة خبرة او سوء سريرة، فتكون النتيجة ان يحكم على المجلس عموما بأنه سيئ وفاشل وينبغي حله، وهذه لاشك نظرة سوداوية متشائمة، فهذه هي الديموقراطية التي ارتضيناها وتلك الاخطاء نتيجة حتمية لها.
خشية الظلم لموظفي الدولة او العجز عن معالجة حالات التظلم في الترقية او التقييم ان تعالج بفرض معيار الاقدمية في كثير من الاحيان دون النظر الى المجتهد منهم، فيقع الاحباط في نفوس الكثيرين لانه سيعلم انه لا جدوى من اجتهاده ان كان يوجد من هو اقدم منه في العمل وان كان لا يدري وين الله قاطه.
بعد وجود فئات من الشباب الذين لا يعرفون للعلماء احتراما أو تقديرا ولا يعطون للمخالف سعة او عذرا وما نتج منهم بعد ذلك من تهور وخروج على حكومات بلادهم ان تعالج بحملة اعلامية تروج لكل من هو مخالف لابداء رأيه من افكاره المنحرفة امام شاشات التلفاز تحت مظلة الرأي والرأي الآخر، فيأتي بعضهم بالخزعبلات الغريبة وبالبدع المستنكرة التي لم تعرفها مجتمعاتنا المحافظة من دعوات شركية وموالد مستحدثة تحت الطبول والدفوف وهز الرؤوس.
في الختام، لقد سقت بعض الاخطاء التي اقترفت لدفع خطأ واقع، والتي من الممكن ان يكون اثرها عكسيا من قبل عموم الناس من باب العناد او العزة بالاثم، فالنفس البشرية مجبولة على الانتصار لنفسها ولو بالعناد الا من رحم الله، وهذا مشاهد حيث الكثير منهم يشتاط غضبا ويزداد الامر عنده سوءا حين يرد خطأه بخطأ آخر، ولنستذكر مرادنا الاسمى وهو ازالة الخطأ لا مضاعفته، والله هو الهادي الى سواء السبيل.