ضاري المطيري
أخي رمضان حل وأنت في صحة وعافية، والبعض أدرك الشهر وهو مريض جليس الفراش يتحسر لأنه لا يستطيع الصيام أو القيام، بل بعضهم كتب الله منيته وانقضى اجله قبل حلول الشهر بليال معدودة وساعات محدودة وقد كان من قبل يأمل ويتلهف لقدومه لكن اجل الله اذا جاء لا يؤخر، رمضان قد أتاك بعد مدة وحل عليك ضيفا فكن معه كريما جوادا فلا تستثقل وجوده ولا تترقب زواله بل رحب به وأقبل عليه اقبال المحب على حبيبه، أعطه حقه من قراءة القرآن والعكوف في المساجد واطعام الطعام والقيام في جوف الليل والناس هجع نيام.
يا أخي رمضان اقبل فصم وافطر، نعم صم عن القنوات الفضائية الفاضحة والمسلسلات المشينة وافطر على الدروس والفتاوى كالتي تعرض في كثير من القنوات الاسلامية وغيرها من القنوات المحلية، ان دخل عليك رمضان وخرج كما دخل فأنت مغبون، فراجع قلبك القاسي وحاسبه، واذكر قول نبينا ژ على المنبر «آمين آمين آمين» فلما سأل لمن؟ قال لمن دخل عليه رمضان وخرج ولم يغفر له، اذن اجعل من رمضان محطة تغير الى ما يصلح علاقتك مع ربك ومع الناس وان تغتنم من خيرات هذا الشهر قدر ما تستطيع فأبواب الطاعة فيه متنوعة كثيرة، وعليك بعمل جدول لختم القرآن وبجانب ذلك العناية بالصدقة فكل ذلك يتأكد في رمضان حيث انه من هديه ژ العناية بالقراءة والاحسان في مثل هذا الموسم المبارك.
الصيام بداية لتصل من قطعت او قطعك، الصيام بداية لصفحة جديدة من الله تجدد فيها التوبة والانابة وتنشئ العزيمة والارادة، اخي احرص على ما ينفعك من تعلم الامور الواجبة التي منها ما يتأكد في أزمنة معينة كهذه الايام من تعلم احكام الصيام والقيام والاعتكاف والعيد وكل ما تحتاجه في اقامة دينك، فالمسافر قبل سفره يعد العدة ويسأل أهل الخبرة عمن سيلاقي في مـــسيره، ولا ينبغي ان تقتـــصر عدة رمضان على الاطعمة فقـــط فالصيام يأتي ليريح المعدة لا ليمـــلأها بأنواع الاطعــمة والاشربة، وعلــيك بالطـعام الصحي الملائم والمنــاسب لمعدة كانت خـــاوية يوما كاملا.
تكثر في كل حين تلك الشعارات التي تحمل كلمات توجيهية تشجيعية مثل «لا للتدخين» و«لا للمخدرات» أو كثمل التي رأيناها مؤخرا من شعارات الترشيد كـ «من حبنا لها وفر لها» أو «نبيها خضرة»، اذن لنستحدث شعارات على هذا المنوال الحسن، فيكون لنا شعار جديد تحت مسمى «لا للغيبة في رمضان» و«لا لمضيعة الأوقات عبر التلفاز والمذياع»، او نقوم بتعليق بوستر في وسط البيت يحمل عبارة «نبيها طاعة» و«نبيها توبة نصوحة» أو «نبي صيامنا لله» وهكذا من الشعارات الطيبة التي تحفز النفس وتذكرها، اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان يا كريم.