أنا أتقبل أن ينسب التناقض لمن يجيز المظاهرات في مصر ويحرمها في البحرين، تماما كما هو التناقض الواقع فيمن يجيزها في البحرين ومصر ويحرمها في إيران والعراق، فالتناقضات في المواقف والكيل بمكيالين «على قفا من يشيل»، وكوني أرى تحريم المظاهرات حتى السلمي المكذوب منها، فإن إدانتي لأحداث البحرين الدامية، وتعدي المتظاهرين على رجال الأمن وترويع المواطنين والمقيمين دلالة الانسجام مع المبادئ، فأنا أحترم نفسي وقرائي، ولا أزدري عقولهم، بخلاف بعض الطائفيين في الكويت الذين يرون أن قوات الأمن يجب أن تقمع المعارضة الكويتية، لكن لا يجوز لها قمع المعارضة البحرينية، فلعنة الله على الطائفية البغيضة.
مع ذلك فإنه لا يمنع من الإقرار بأن المظاهرات في مصر مثلا لا تقارن بما يحدث في البحرين رغم أن محصلتهما واحدة، ففي مصر رأينا رجال أمن يقومون بدهس مواطنين تحت عجلات السيارة، في حين أن الوضع في البحرين عكس ذلك تماما، فالمتظاهر هو من يقوم بدهس رجال الأمن، عجيب أمر المعارضة البحرينية ما زالوا يتشدقون بسلمية ثورتهم، وهـم يقطعــون الطرق، وينشرون نقاط التفتيش، ويوزعون بين أتباعهم مسلوبي العقل والإرادة الأسلحة البيضاء، وأحيانا المسدسات الصغيرة، فهل نكذب أعيننا ونغلق عقولنا ونهز رؤوسنا لنقر بأنها مظاهرات سلمية؟!
إن ما يحدث في البحرين ليس قضية بين نظام حكم وشعب كما يروج له البعض، بل قضــية نظام حكم وطائفــة، ولا ينكـــر ذلك إلا مجادل، فالقـضية واضحة، وانظروا إلى التـصريحات الإيرانية الهوجـاء في حق دول مجلس التـعاون لتتـيقنوا حقيـقة ما أقول.
[email protected]