بداية نرحب بالاخوة من الأردن والمغرب لانضمامهم للأشقاء الخليجيين، فخبر انضمامهم يبهج صدور دعاة الاجتماع والوحدة، ويكفينا ما رأينا من آثار التفرق والشتات على البلاد الإسلامية والعربية في القرن الماضي.
وعلى المتشائمين من توسيع إطار أعضاء مجلس التعاون الخليجي، ومن يخشون أن يكون هذا التوسيع من قبيل استنزاف أموال دول الخليج، أن ينظروا إلى الأمر بطريقة أكثر تفاؤلا وإشراقا، فلو كانت القضية قضية تنفيع مالي فقط فإن تنفيع دول عربية إسلامية شقيقة خير من إهدار الأموال الطائلة على الغرب تحت بند اتفاقيات الحماية.
وليحتفظ الإخوة المعارضون لهذا التوجه برأيهم الخاص في هذا الشأن، فنحن في غنى عنه، دعوكم من قضايا الأمة الإسلامية، وتكفيكم ملاحقة رئيس الحكومة في كل صغيرة وكبيرة، خلكم في قضية «زين»، والرياضة، واتركوا عنكم الأمور التي لا تفقهون فيها، اتركوها لأهلها، فلعلكم لا تدركون أن مصيرنا كأمة إسلامية واحد، ومع الأسف هناك من نسمع صوتهم العالي في أمور محاربة الفساد المالي القائم على الانتقائية، في حين صوتهم يخفت كثيرا إلى حد الهمس في محاربة الطائفية وما يخص قضايا الدين والأخلاق.
وزعم البعض أن الشعوب الخليجية لم يؤخذ رأيها في هذا الشأن أو أنها ترفض توسيع إطار التعاون والاجتماع العربي الإسلامي، وهذا زعم يكذبه الواقع، فمعلوم أن الشعوب كانت تطالب بوحدة قوية تذود عن حياض المسلمين وتحمي مقدساتهم، وتحقن دماءهم وتصون أعراضهم وتحفظ أموالهم وتنهي شتاتهم، خاصة أن تفرقنا هو سبب ضــعفنا، والـجميع يدرك أن الغـــرب لــم ينه حقبة الاستعمار لأوطاننا حتى وضــع ضمانات تمكنه من الهيمنة على إرادتنا وقراراتنا، فالغرب لم يغادر البلاد الإسلامية حتى جزأها وقطع أوصالها وشتتها كل مشتت.
أخيرا: لا نريد أن نكون لقمة سائغة لعدو وجار لدود لا تؤمن غوائله، ولنا في التاريخ عبرة وعظة، فالأندلس ضاعت حين لم يفكر أهل الجزيرة والشام ومصر وقتها إلا في أنفسهم، ثم تبعتها القدس، وبعدها العراق وأفغانستان، فماذا ننتظر حتى نعي الأخطار المحدق بنا من كــل صــوب؟ وقديما قالوا «أكلت يوم أكل الـثور الأبيــض»، وأعظم من ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
[email protected]