ضاري المطيري
العفو عند المقدرة أمر فاضل والصفح عن المسيء من شيم الكرام، لكن التجاوز عن المستهتر الباغي على الآخرين خور وجبن، فمن الممكن ان تعفو وتصفح دون تردد إن كان الجُرم واقعا عليك وحدك، لكن ليس من اللائق ان تدعه إن كان الجرم يتعداك الى أناس آخرين، فلا يحق لأحدنا ان يُنيب نفسه دون استئذان في الصفح عمن اساء الى الكويت ورموزها، وفي حقيقة الأمر ليس العتب على الداعية الفاضل في جرمه بقدر ما هو على المستميتين في الذود عنه والطاعنين في نُقاده، فينبغي اذا انكر المنكر علينا كمسلمين الالتفات الى تغييره وحصر النظر عليه لا الى الالتفات الى شخص قائله والبحث عن مقصد منكره والتخرص فيمن ياترى سيكون من ورائه ولماذا ينكر في مثل هذا الوقت.
ان على الدعاة التحري قبل اصدار الأحكام وطلب الحيطة خصوصا فيما يتعلق بأعراض المسلمين المسالمين وبالأخص في زمن الفتن والهرج والمرج، فالقذف ليس بالأمر الهين، والحكم على سلامة دين الآخرين ليس بالأمر السهل، وسب الواحد ليس كسب الجماعة من الناس، ان من يستمع الى شريط ذلك الداعية او يقرأ مادته المفرغة ويستذكر بجانب ذلك حاجة الكويت والكويتيين لنصرة اخوانهم العرب والمسلمين في تلك الفترة العصيبة لا يشك قيد انملة في شناعة الكلام الذي لا يجدر ان يصدر من احد عوام المسلمين فضلا عن انه داعية يشار اليه بالبنان، (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، أليس للكويت بعد ذلك حق في طلب الاعتذار؟ ولا اظن ان اعتذار الشيخ سيقلل من قدره او يدني من منزلته، ولندع الاعتذار المبهم جانبا ذلك الاعتذار الذي يحتمل الندم والاصرار والنفي والإقرار في آن واحد، نريد الاعتذار بدلا من ان نحيد الى الحكم على النيات والمقاصد التي لا يعلمها الا ربها الذي خلقها.
اراد البعض للأسف الدفاع عن الدعاة فوقعوا باصدار الأحكام على نوايا ومقاصد دعاة آخرين ليس من شأنهم سوى ارجاع الأمور الى نصابها وكشف الوسطية الزائفة التي تنادي بوضع يدك بيد من قدح فيك وفي قياداتك وفي منهجك وعقيدتك من اجل العدو الموهوم، فكيف يتم النصر دون صفاء القلوب وتنقية الصفوف وظهور الحق ومعالمه؟ عجبت اشد العجب من المتشددين من التوجهين الاسلامي والليبرالي على سواء، فالأول شنع على عضو اسلامي بارز بسبب موقفه السلبي من قضية البدون دون محاولة تلمس العذر لأخيهم رغم انه سبق وقدم بعض الرؤى في القضية عينها، بينما يحاولون جاهدين اختلاق الأعذار لمن سب الكويت وحكم بفسق أهلها ولم يكن له سبق في ذلك الا الطاغية المقبور صدام حسين، اما اصحاب الطرف الثاني فجعلوا من تحية العلم وانشودتها الغنائية رمزا للوطنية واغفلوا أهمية الدفاع عن جناب الوطن وسيادته، ولو علم العامة من الكويتيين عن الشخصية الأخرى التي كان يراد ادراج اسمها بالاضافة للداعية وجدي غنيم ممن اساؤوا للكويت ابان الاحتلال الغاشم «لطاشت» الأرض بمن فيها حيث وجدت جميع اشرطته وتسجيلاته المرئية والمسموعة قد امر بسحبها من تلفاز احدى الدول وتم اتلافها خشية الادانة، والمحزن في الموضوع انه قد أعطي منصبا وراتبا لا يحلم به اي كويتي.
لما كل هذه الردود وهذه المساجلات التي نراها في الصحف ومواقع الانترنت في كل حين، بين اناس افاضل على امور لا تعدو ان يكون مردها سوء فهم او اختلاف للرؤى؟! انتهى الكلام عن الداعية وجدي غنيم بتصدر قضية استقباله في الكويت محاور استجواب وزير الأوقاف السابق، فبدلا من ان يكون المنع من الكويت فإذا بالقيادة البحرينية تستبقنا برد اعتبارنا بإنهاء اقامته في اراضيها، فهل وصل الامر ان يحترمنا الآخرون اكثر مما نحترم أنفسنا؟ تفكر معي ايها القارئ الكريم لبرهة، وقل لي هل يحق لي او لك الاستهزاء باخواننا في العراق او فلسطين ممن اجتاحهم الإرهاب او بإخواننا في اندونيسيا وبنغلاديش ممن اجتاحتهم الفيضانات وان نحكم عليهم بأعيانهم انهم عصاة فجرة؟ بالطبع لا، ولا يشفع لنا إن كنا دعاة ان نقع في اعراض الآخرين والسخرية بهم، اذن فعلى الشيخ الداعية الاعتذار وعلى مناصريه الكف عن الطعن بنيات الآخرين، اتمنى بعد هذا نسيان الأمر خصوصا بعد شيوعه وظهور الحق فيه. نقطة واقلب الصفحة.
شكرا يا جابر الخالد شكرا يا قيادات الداخلية
لقد سرني ما سمعته عن نشاطات وزارة الداخلية في العمل على الحد من استهتار بعض الشباب في المعاكسات كالتي تقع امام المعهد التجاري (بنات) في حولي وبعض المجمعات التجارية الكبيرة، وايضا مع «الطيش» من بعض السائقين كالتقحيص (التفحيط)، وغير تلك الامور، واستمرارية مداهمة الأماكن الموبوءة بالبغاء والمخدرات، فلقد راسلني احد الاخوة الغيورين يخبرني ببشرى هذه التحركات الاصلاحية من زيادة رقابة وتكثيف للدوريات وانشاء لجان تأديبية ويوصيني بكتابة شكر خاص للداخلية وعلى رأسها الشيخ جابر الخالد، حفظ الله الكويت من كل سوء.