غموض تصاريح وزارة الداخلية وتضاربها حول خبر اكتشاف كمية من المتفجرات في «وانيت» عند أماكن حيوية كميناء الشعيبة يؤكد لنا أمورا ما لم يثبت عكسه، منها براءة القاعدة من هذا المخطط الأثيم، لأن المهربين لو كان لهم ارتباط وثيق بالقاعدة لرأينا صورهم على الصفحات الأولى في الجرائد وعلى شاشة التلفزيون الحكومي قبل أن يصلنا الخبر، وصارت «فضيحتهم بجلاجل»، وبما أن هذا لم يحدث إطلاقا، إذن فالمهربون يرتبطون بجارة السوء التي ابتلينا بها، من اتجاه الشرق، حيث قرن الشيطان.
وتبقى الخلايا الإيرانية التي تحدث عنها بعض المحللين والمتابعين للشأن الخليجي وبعض المسؤولين قبل سنوات حقيقة لا يمكن إغفالها، فهي واقع وليست مجرد أوهام وهواجس كما حاول بعض المغفلين أو أصحاب الولاءات الخارجية اقناعنا بذلك، عبر خلق النكات على كل اتهام ينال محبوبتهم إيران، أو الزعم أننا نعيش مؤامرة صهيونية ـ أميركية تريد ضرب العلاقة الإيرانية ـ الخليجية، ولكن الله أخزى صنيع اللئيم الذي إذا أكرمته زاد تمردا، وإذا أحسنت إليه ظن ذلك منك ضعفا وخورا.
وليس هناك أشد من هذه الخلايا سوى من يحاول أن يقلل من شأنها ويخذل المسؤولين من اتخاذ الإجراءات الحازمة والرادعة تجاهها، أو يخلق لها ذرائع هي أوهن من بيت العنكبوت، كأن يزعم مثلا أن هذه الخلايا إنما يراد بها حماية الوطن الإيراني الأم من ضربات أميركية محتملة، أو أن الأمر لا يعدو أن يكون من قبيل تجسس إسرائيل على صديقتها أميركا، وليس من قبيل تجسس إسرائيل على روسيا بالطبع.
وفي الكويت ابتلينا مؤخرا بخلايا تخريبية ساهرة وليست نائمة كما يظن البعض، بل هي عاملة ناصبة، نرى ذلك في استمرار مسلسل كتابة العبارات المسيئة في حق أمهات المؤمنين والصحابة الكرام، وبإخراج الجهال للغيظ والحنق والغل الذي حوته صدورهم تجاه نقلة الوحيين (القرآن والسنة) وهذه الخلايا ومن شايعها أو قلل من شأنها كما هي عادته تذكرني بمقولة الإمام مالك بن أنس ـ إمام دار الهجرة ـ في الذين يتخذون سب الصحابة قربة ودينا والتي تشخص لنا حالهم وتجلي لنا حقيقته، حيث قال، رحمه الله «هم قوم أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك، فطعنوا في الصحابة، ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين».
أخيرا: لفت انتباهي أثناء تكريم لاعبي نادي الكويت الحائزين كأس ولي العهد مساء يوم الثلاثاء، أن سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد كان يرتدي في تلك المناسبة الرسمية الكبيرة المشهودة الشماغ الأحمر الأصيل، الذي يعكس ثقافة أهل الكويت وكشختهم وزيهم، «ويا ليت اللي خبري خبره هم لفت انتباهه المنظر»، اللهم إلا إن كان يقصد صاحبنا الغافل بالزي الوطني البدلة الإفرنجية والسروال الإيراني.
[email protected]