في الغرب كثير من النساء اللاتي تجاوزن سن الأربعين أو الخمسين تعاني الوحدة والفراق، فالزوج أو الصديق العابر تخلى عنها وتركها خلف ظهره، والأولاد أشغلتهم ملهيات الدنيا عن رعايتها وتلبية حاجاتها، فهي تكدح الليل والنهار تخشى التشرد وتخاف الجوع والعطش، بينما المرأة عندنا في البلاد العربية معززة مكرمة في بيتها، يأتيها الطعام والشراب رغدا حيث تشاء، ولا يطلب منها في نهاية الشهر أن تتكفل بدفع الإيجار، فقوامة الرجل تجبره على التكفل بكل ذلك، فالرجل الذي لا يتكفل برعاية زوجته وأسرته وتوفير المسكن والمأكل لهم لا يستحق القوامة، بل ولا الرجولة.
المرأة الغربية رأيناها كيف تجبرها الظروف للعمل في كل مكان وضيع، عمل قد لا يتلاءم مع قدراتها الضعيفة بالكلية، فرأيناها حارسة أمن، وبائعة جرائد متجولة، ورأيناها تقود «باص» النقل الطويل، أو أبودورين كما في لندن، وعندنا المرأة السعودية وغيرها من الخليجيات تبحث عن «العنوة»، «وتبي تسوق غصب» حتى لو على تكسير قوانين الدولة.
المرأة في البلاد العربية يتكفل القانون ببهدلة زوجها الناشز، نعم الناشز، لأن القانون يمكن المرأة من «التبلي» بكل سهولة على الزوج المسكين، وسحب ورقة الطلاق من بين يديه دون أن يحرك ساكنا، وتحميله تبعات الفراق من دفع المتعة إلى نفقة الأولاد، في حين الرجل الغربي «مريح باله بالحيل» مع المرأة الغربية الضعيفة، فهو يعاشرها ويخلف منها البنين والبنات دون عقد زواج، عقد باهظ الكلفة على حياته العملية فيما يراه، فأي الحالين أفضل للمرأة المسلمة؟
أخيرا: لم يستطع التيار الليبرالي مواجهة التعنت القبلي، فجعل يصب جام غيظه على ما أسماه التشدد الإسلامي، ولو كان التيار الليبرالي صادقا فيما يهب إليه من تحرير المرأة من القيود المصطنعة والمفروضة عليها ظلما، لوضع يده في يد التيار الإسلامي لمواجهة تلك العادات البالية والتقاليد الظالمة التي فرضتها عقول بشرية قاصرة، فحرمت المرأة من الزواج إلا من ابن عمها، وجعلت من كثير من عقود الزواج كبيوع الغرر، حيث يدفع الرجل آلاف الدنانير على امرأة لم يرها ولن يسمح له برؤيتها إلا في ليلة الزفاف، لتكون النهاية وقوع الفاس بالراس، ولات حين مناص.
[email protected]