التطورات الأخيرة التي أثمرت اجتماعات مجلس التعاون الخليجي في الأشهر القليلة الفائتة تبشر بالخير، وتؤكد لنا أن المجلس في طريقه الصحيح نحو الأمل المنشود في الوحدة الخليجية، والتي كان من آخرها رفع علم مجلس التعاون الخليجي على جميع منافذ دول الخليج العربي.
اللافت للنظر أن صاحب هذه الفكرة المباركة هو صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والتي قدمها سموه خلال ورقة تتضمن أفكارا عديدة تعزز وحدة الشعوب والأنظمة الخليجية، وليس هذا بغريب على بوناصر حفظه الله.
والمعروف أن الكويت سباقة دائما في مثل هذه المبادرات الطيبة، فالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد كان صاحب الفكرة الأولى لإنشاء منظومة دول مجلس التعاون الخليجي عام 1981، فشكر الله سعيهما الحثيث في تحقيق الوحدة، فرحم الله سمو الشيخ جابر الأحمد، وشافى بإذنه تعالى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأعاده لأهله وشعبه سالما معافى، آمين.
ما سبق ذكره يؤكد لنا أننا نعيش في الكويت تحت قيادة حكيمة في سياساتها، رفيقة بشعبها، فعلينا أن نراعي هذه النعمة ولا نكفرها، ولا نعرض بلادنا للإضرابات، والقيل والقال، وكثرة المشاحنات، بل نحرص على رص الصفوف، وتصفية النفوس، وأما الأخطاء فتعالج، ولها وسائل في التعامل معها ارتضاها الحاكم والمحكوم، من القوانين والتشريعات التي نظلت العلاقة بينهما، ويكفينا الاعتبار بالتاريخ، فإن نعمة الأمن لا تقارن بغيرها من النعم الزائفة، فبنعمة الأمن تستجلب باقي النعم، كنعمة الدين العظيمة.
وأتساءل هنا: هل ما حدث وسيحدث في الكويت من مظاهرات هي مجرد مظاهرة أم «مجاكر» واستعراض قوة وفرد عضلات يذهب ضحيتها الأمن والاستقرار وهيبة القانون ورجال الأمن؟ وإلى أين يذهب بنا دعاة المظاهرات؟ فنحن في الكويت شعوب مسالمة بطبعها ترفض هذه المظاهرات، ولا ترتضي طريق الغوغاء، شعوب مثقفة متعلمة متدينة تعرف حدود الشريعة، وحقوق ولي الأمر، كما تعرف الواجبات التي عليها.
أخيرا: شكر خاص من القلب إلى القلب، للنائب العاقل محمد هايف المطيري والغيور على دينه وبلده، شكرا على جرأته ورفضه المشاركة في مظاهرات محرمة شرعا وقانونا، هي امتداد لسلسلة مشبوهة من المظاهرات احتوت مندسين ينادون بإسقاط النظام، أين هذا الكلام قيل؟ في الكويت، ممن؟ من جموع غوغائية تدعو إلى الإخلال بالأمن ووضع البلد على كف عفريت، فشكرا مرة أخرى لأبو عبدالله لعدم انزلاقه خلف من يسمون بالرموز الثورية، «وهذه الهقوة فيك دايما»، الاحتكام إلى الدين والعقل لا إلى العاطفة والمصالح الشخصية.
[email protected]