ضاري المطيري
اسرائيل تنشئ مستوطنات وتشيد بنايات وتقف سدا منيعا امام جميع القرارات التي تدين مثل هذه المشاريع الاستيطانية الاستعمارية، أعجب حقيقة من هذا العناد الاسرائيلي في التعدي على البقية الباقية من اراضي الاخوة الفلسطينيين، واعجب ايضا من عملهم التوسعي والدؤوب، بالرغم من قرارات الامم المتحدة الكثيرة التي تدين مثل تلك الاعمال التي تؤجج الاوضاع وتزيد الازمات في الشرق الاوسط، لكن وبالرغم من وجود المتضررين من هذا الاستيطان وهم الشعب الفلسطيني المسكين والمغلوب على أمره، ووجود ادانة عالمية على بناء مثل ذلك، فان وزارة الاسكان الاسرائيلية مصرة على بناء واعمار أي مساحة يتم نهبها في الحال، والعمل السريع على قلب البراري والصحاري الى ڤلل وعمارات بكامل خدماتها الاسكانية، بل تدعو وتتمنى على كل يهود العالم الهجرة اليها حيث يجدون المسكن والمأكل والوظيفية التي قد لا يجدونها في دولهم تلك.
وعندنا في الكويت مساحات واسعة شاسعة لم تستغل ولم تستثمر، بل لم يخطط لها مجرد التخطيط اصلا، وليس عندنا قرارات من الامم تمنع البناء على املاكنا والانتفاع بها، وليس هناك متضررون ولسنا نخشى استنكارا عالميا أو استهجانا عربيا أو اسلاميا، فلم الانتظار؟ ولمَ نبقي تلك المساحات الشاسعة من ارض الكويت؟ أنتركها لدواب وهوام الارض؟ أم نتركها لأي زحف من الاخوة الجيران على اراضينا؟ أم هو البخل على المواطن الكويتي المسكين؟
الحميدي وعدنا مشكورا بالانجازات الكبيرة على صعيد الاسكان، وها هو الحميدي قد غادر الوزارة وأتى بعده الوزير العوضي، وهو على وشك المغادرة بسبب اقتراب الانتخابات أو الحل المرتقب للمجلس ولم نر من تلك الوعود سوى الصور والتصريحات المتبعثرة بالصحف اليومية وما اكثرها هذه الايام، مشكلة الاسكان عندنا في الكويت ليست بأقل اهمية من مشكلة البدون، وان كنا نرى ان مشكلة البدون مشكلة انسانية بالدرجة الاولى، لكن ما أود قوله هو ان مشكلة البدون ومشكلة الاسكان تتشابهان بأن حلمها يتمثل بالقرار الجريء والحاسم الذي تتبعه الجدية في التطبيق، وهاتان المشكلتان ايضا تتفقان في ان سببهما المماطلة والتعنت اللامبررين والتدقيق غير المنصف والتواني تحت ستار (في التأني السلامة).
مشاركة همّ
أحب في هذه السطور مشاركة الكاتب في الزميلة «الوطن» الزميل يوسف المنديل فيما ذكره وسطره في مقالات عديدة عن مشكلة التضييق أو التطفيش الحاصلة في وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية للشباب الكويتي، هذه المشكلة التي تواجه الشاب الكويتي الطموح حين يتقدم الى اختبارات الائمة والمؤذنين، فبودي ان أبين انه ان كان هناك من يتذرع بلزوم جودة القراءة للمتقدمين ويتشدقون بالمطالبة بالتجويد وحسن مخارج الحروف انهم انفسهم لا يلتزمون بذلك مع الآخرين من الوافدين، واني أعرف الكثير الكثير من الشباب الكويتي المستقيم الذي يحفظ القرآن ويحسن قراءته وتلاوته، ولا أدل على ذلك من فوزه في مسابقات القرآن الكريم كمسابقة الكويت الكبرى ومسابقة الخرافي ايضا مع هذا كله يتم تعسير الطريق عليه لنيل وظيفة الإمامة أو حتى الاذان، فمرة يتذرعون بالسن فيشترطون للمتقدم ان يبلغ الرابعة والعشرين، وتارة يتذرعون بعدم حصوله على المؤهل الشرعي الكافي، علما ان المتقدمين في العادة يكونون طلابا في كلية الشريعة في سنواتهم الاخيرة، بينما نرى الواسطات ويبدأ مفعولها من اجل بعض الاخوة الوافدين ممن لديهم دبلوم زراعة أو دبلوم تجارة أو كما يقال صنايعي بدعوى احسانه لتلاوة القرآن أو انه شيخ كبير، فأقول انه من الظلم البين ان يحرم شاب كويتي في بداية استقامته يبغي بالإمامة زيادة ايمانه ولديه المام شرعي يؤهله لإمامة الناس في الصلاة، بل قدرته على تجاوز كل تعنتات اسئلة الاختبارات من ان يدخل لجان الاختبار بدعوى صغر سنه أو عدم حصوله للمؤهل الشرعي بعينه، والى الله المشتكى.