ضاري المطيري
حين كنت في كلية الهندسة كان لزاما علي ان اجتاز مادة الاقتصاد الهندسي engineering economy هذه المادة التي تؤسس فينا كيفية مقارنة المال مع الزمن، وبعبارة أخرى كنا نسمعها كثيرا من دكاترة هذه المادة (دينار الامس اكثر قيمة من دينار اليوم)، المضحك في الامر ان هذه المادة على مقدار سهولتها عندي إلا انني قد غيرت شعب المادة اكثر من مرة وبعد ان حضرت محاضرة او اكثر، وارجو ان ينطبق على هذا التغير قول المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ): (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه)، حيث كانت اول شعبة مع استاذ كويتي، ففي اثناء شرحه، اذ هو يلتفت علينا بعد ان ذكر قاعدة ان المال مقابل الاجل فيقول مشككا ومستهزئا «علشان چذي بعضهم يقول حرام هذا ربا»، وما ادري من سأله حتى يفتي، بعد ذلك لم يمكث طويلا حتى ولع السيجارة الاولى في وسط ذهول من الطلبة ثم اتبعها الثانية فقمت حينها (وأنا - بالكويتي - بايعها) لأقول له: قد اختنقت من تدخينك، فأزبد وأرغى ثم اشار بيده ان اخرج ان لم يعجبك الوضع واكمل شرحه، وما ادري كيف يكون له مزاج للشرح بعد الذي حصل، المهم انني سحبت المادة وبالتالي لم استطع التسجيل في شعبة غيرها، إلا في الفصل التالي، ومرة أخرى مع دكتور كويتي غريب عجيب يرى في نفسه اقتصادي زمانه وليته وقف على ذلك، لكنه فاجأنا ذات مرة حين سئل عن اسئلة امتحانه والمقرر المطلوب دراسته فأجاب ببديهية وسرعة «أنا لست حنبلياً» يقصد المغرور انه ليس بمتشدد، وما ادري ايش دخل «طاري الامام احمد في السالفة»، لكن ما ان رأى الطلاب امتحانه الاول حتى هرعوا الى الانسحاب، حيث كنت العاشر فيمن انسحبوا، حينها قلنا ياليته كان حنبليا، وبعد ذلك رزقني الله بشعبة يدرس فيها بروفيسور مصري متواضع وهكذا العلم يزيد صاحبه تواضعا، قد رزقه الله البساطة في الشرح، حيث انني حصلت على a بجدارة وهذا من فضل ربي.
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): (من ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة)، نعم الستر زينة والحياء جمال لكن اين كان هذا في ساعة التقاط شريط الرقص والاختلاط في تلك الكليات؟ للأسف البيان الذي خرج من بعض الاوساط الطلابية او بعض المجاميع اتى متأخرا، بل متأخراً جدا، مما يدعو الى الريبة والشك، واتى استنكارهم لنشر الشريط تحت ذريعة (نرفض ان نكون ورقة سياسية)، وانا اقول لا يكون حياؤكم في مثل هذا التوقيت ورقة سياسية بايخة بالحيل.
بدأ بث برنامج «فذكِّر» المباشر على القناة الاولى الكويتية بحمد الله، والذي هو من اعداد وتقديم شيخنا واستاذنا الفاضل خالد السلطان، حيث ان البرنامج يبدأ مع تمام الساعة الثانية عشر ظهرا ويستمر لساعة واحدة في كل يوم سبت، يستضيف فيه اصحاب الاختصاص ليناقش معهم بعض المسائل الجريئة والملحة من المشاكل التي يعاني منها كثير من البيوت الكويتية، فآمل له التوفيق والقبول.
أبارك لأسرة جريدة «الأنباء» على مرور 32 عاما من العطاء المتواصل في الاعلام المقروء، ولقد حرصت «الأنباء» في رسالتها الاعلامية تسليط الضوء على كثير من الامور الاجتماعية والاسلامية بعيدا عن كل ما يؤجج الفتنة والأذى لأطياف المجتمع الكويتي المختلفة، فضلا عما تميزت به على الصعيد السياسي، واشكر «الأنباء» الجريدة التي تميزت بوسطية واعتدال جعلت منها محطا للأنظار، تلك الوسطية التي افتقرت اليها الكثير من صحفنا المحلية للأسف إلا القليل، لذا اتشرف ان اكتب فيها، فإلى الأمام وبالله التوفيق.