ضاري المطيري
حين أنكر موسى ( عليه السلام ) على قومه من بني إسرائيل ما هم عليه من الضلال ردوا عليه نصحه وزعموا أنه إنما يريد بنصحه هذا أن تكون له الكبرياء في الأرض عليهم وأن تحصل له صورة الناصح الواعظ الصالح وتكون له الزعامة والقيادة، قال تعالى (قال موسى أَتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون، قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين)، وهكذا هي الحال مع الدعاة إلى الله دائما، فهي سنة كونية سنها الله إلى يوم القيامة، حيث يرد نصح الناصح وإرشاد المرشد عن طريق اتهام نيته والحكم على مقصده وأنه إنما أراد بوعظه وتذكيره أن تناله الوجاهة والمكانة بين الناس، بينما كان من المفترض أن يُنظر إلى النصيحة بتجرد وأن يحكم عليها دون النظر إلى قائلها لأن المسلم يقبل الحكمة أينما كانت فالحكمة ضالة المؤمن، فحيث وجدها فهو أحق بها، فأبوهريرة ( رضي الله عنه ) أخذ فضل آية الكرسي من شيطان ومن أخبث من الشيطان؟ ولم يمنعه ذلك من قبول الحق وخاصة حينما أقره الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بقوله «صدقك وهو كذوب» أي الشيطان.
أعجب ممن يزعم أن المنادين بمنع الاختلاط إنما كان نصحهم نتيجة لسوء الظن بأبنائنا وبناتنا، ويرون أن كل من ينكر منكرا إنما أنكره لما جربه وذاقه ويحسبون أن كل ناصح له تاريخ أسود طويل، ويزعمون أن كل داعية ما وصل إلى ما وصل إليه حتى مر وطاف على كل مُحرّم أو فاحش.
والإنسان المستقيم على طاعة الله أو أي مسلم حقيقي عموما هو يحسن الظن بإخوانه حتى وإن صدر منهم الخطأ والإساءة، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)، فإذا أتتك النصيحة يا أخي فانظر إليها بتأمل فإن كانت حقا وخيرا فاقبلها وإن كانت غير ذلك فردها ردا جميلا، ولا تبادل النصيحة بالنصيحة كأنما تبدل السِباب بالسِباب، فتجد أحدهم للأسف إن نصحته فكأنما سببته وتجده يوقفك ليفتح لك ملفات كانت مغلقة أو مختلقة ويقول أنت فعلت كذا ونيتك كذا وتذكر كذا وكذا فلا أنت من استفاد ولا هو، ولماذا كل هذا هل لأنك نصحت ووعظت؟ فإلى الله المشتكى.
بلغ سوء الظن من البعض المبلغ العظيم وغطت أعينهم غشاوة ملأها التشاؤم، وغلبتهم نظرة سوداوية وبدأ بتكسير مجاديف إخوانه وأبناء بلده فبدلا من شكر النائب د.وليد الطبطبائي على سعيه لدخول غزة وبذله في إيصال رسالة مؤازرة للشعب العربي المحاصر، جعل البعض من هذا الحدث مسلكا للطعن في نيته والتشفي في إخواننا الفلسطنيين، وأتساءل هنا: لماذا لم يقل مثل هذا الكلام عن أبوتريكة اللاعب الغيور في مصر حين آزر أهالي غزة بفانيلا بيضاء كتب عليها بضع كلمات؟ والإجابة معروفة، لأننا في الكويت ولسنا في مصر الحبيبة حيث الحسد والغيرة تأكل بصاحبها أكلا لمّا.
منها للأعلى
أبارك لأخي فهد الديحاني على حصــــوله على منصب مدير المكتب الفني للوزير بوزارة الأوقــــاف والشؤون الإسلامية وأظنه أهلا لهذا المكان إن شــــاء الله، وأخي فهد طموح وذو همة، أسأل الله أن يحــــفظه من شر الأعين، وأسأله سبحانه أيضا أن ينفع بـــه المسلمين ويرزقه التوفيق والإخلاص في العمل، وأخيرا أتمنى عليه أن يرد على الهاتف سريعا وإن كنت أعذره لكثرة انشغاله، والفأل الوكالة بإذن الله يا أخي.