ضاري المطيري
ذكرت في مقال سابق أن المجلس القادم يبشر بالخير من حيث نتائجه، فبالرغم من الغموض الحاصل من نظام الدوائر الخمس الجديد، إلا أن أسماء المرشحين أصحاب الحظوة والفرصة الجيدة تريح أسارير قلبك وتبهج خاطرك، فالحمد لله الوعي عند الناخبين أفضل بكثير من ذي قبل، فليس كل من يزعم رفع راية حفظ المال العام يحظى بالقبول، وليس كل من ينادي بأسلمة القوانين يصدق، وليس كل من يتباكى على الدستور يتعاطف معه، وليس كل من يصيح على حقوق المواطن يوثق به، فالناس أيقنوا أن القول لا يغني في حال لم يقترن بالعمل، واقتنعوا بأن الشعارات البراقة لا تفيد ولا تغري إن لم تكن واقعية ومقدور عليها.
ما أثار دهشتي واستدعاني للكتابة هو تحليل أحد الكتاب لبعض المرشحين، حيث شطح الكاتب بعيدا وكما نقول «طمر الرصيف» في تحليله وكأنه كان يكتب ذلك المقال لأناس خارج الكويت لا يستطيعون التمييز بين الأسماء، فقد زعم الكاتب أن النتائج تشير إلى انحسار التيار الديني على حد قوله، لكن ليس لي رد سوى أن أقول له ارجع واقرأ الأسماء جيدا وتمعن بها أكثر، فإن لم يغير ذلك من رأيك فعليك بسؤال أي بزر (طفل) من بزران الدائرة الخامسة وبشرط أن يكون راكبا للدراجة وواقفا أمام بقالة حتى ينبئك أن جميع الأسماء إما إسلامية أو محافظة، فالطفل حاليا ينام ويصحو على الإنترنت ويتحدث بالسياسة ويعلق الباجات (البطاقات) لصور المرشحين على صدره فعلى من يضحك الكاتب؟ المشكلة أن الكاتب يغفل أو يتغافل أن القبلي (البدوي) يسمي كل صاحب ورع وتقوى مطوّعا أو ديّنا سواء أكان ملتحيا أو غير ملتح، وإن قلت للشايب (الشيخ الكبير) هذا مطوع قال لك «والنعم»، وأما مسألة من يتاجر بالدين فمعروف وإذا ما عرف اليوم يعرف غدا، لكن المشكلة تكمن في ازدراء آراء وقناعة الآخرين من قبل أناس ما نسمع منهم إلا كل غريب مستغرب وإذا أنكرت عليه قال لك احترم رأيي وقناعتي.
وقفة تأمل
أنا شخصيا ممن صوت للعضو السابق حسين مزيد بعد أن بلغني دعم التجمع السلفي له في انتخابات 2003، بل وفي الانتخابات الأخيرة ذهبت أصواتي لمسلم وحسين لنفس السبب، وكل أهل الكويت علموا أن محمد المطير ومحمد هايف وغيرهما من الأسماء القريبة إلى قلبي قد دعموا من التجمع السلفي، ومع هذا كله لم تكن تلك الأسماء تمثل التجمع أي بمعنى أنها ملزمة بمبادئه ولا غضاضة في ذلك، لكن من المؤسف أن يقوم البعض باستثناء د.وليد الطبطبائي من هذه القاعدة ويحاولون التصيد بالماء العكر أملا في خلق تشويش عند عامة الناخبين بتصوير التجمع وكأنه يتخلى عن الطبطبائي أو أن هناك على الأقل مشكلة بينه وبين التجمع، فالطبطبائي دعم أكثر من مرة من التجمع وسيدعم في الانتخابات القادمة إن شاء الله كما ذكر على لسان أمين التجمع في بعض الصحف المحلية، واذا أقرت الدائرة الواحدة سيكون هو الاختيار الأول عندي فالمجلس بلا شك يحتاج إلى أمثاله وان كان من مجال لاستنساخه فلا بأس عندي، اللهم ارزق أهل الكويت كل قوي أمين واصلح لهم ولاة أمرهم يا سميع الدعاء.