ضاري المطيري
لم كل هذه الاعتقالات علاوة على التكسير والإزالات في ظل غياب صوت الشعب وغياب المجلس؟ ألا يمكن أن تكون هناك هيبة للقانون واحترام لرجال الأمن إلا بانتهاك حرامات البيوت التي كفلتها الشريعة والدستور؟! للأسف أن الإشكال يكمن في أن من يُقبض عليه أو يُحاصر في بيته ويُقتحم يخرج بعدها بساعات إن لم تكن دقائق بكفالة أو بغير كفالة لخلو التهمة الموجهة إليه من دليل قاطع، ألم يكن من الأولى الاكتفاء بالقضاء؟ فكفانا استفزازا وتعنتا مع إخواننا وأهلينا فرجال الأمن إنما وجدوا لإستتباب الأمن وتعزيزه لا لتأجيج الأنفس وترويعها، أهل الصباحية هم أبناؤنا واخواننا ولسنا بغنى عنهم، فلتوأد الفتنة وليقطع دابر الفرقة ولتتصاف القلوب وليكن العقل هو سيد الموقف، لنجعل القضاء والأدلة والبراهين هي من يحكم ويفصل في مثل هذه الأمور.
السيئ في الأمر هو التجمهر والاحتشاد لوقف عمل رجال الداخلية حيث ان الغوغاء هم مادة مثل هذه الحشود والتجمعات غير المنظمة والتي قد يصدر منها الطيش ويقع منها التعدي وهو ما حصل بالأمس القريب تماما حين رمى البعض رجال الأمن الأحرار بالحجارة وقارورات الماء، والأسوأ من ذلك كله من صنع ذلك الموقف وصفق له وجعل رجال الأمن في موقف لا يحسدون عليه في مواجهة غضب القبيلة لصد الاعتداء على حرمة منازلهم، فاصطف الإخوة أمام الإخوة في موقف حزين يدمي القلب المحب لوطنه، فهل هناك يا ترى تخبط وعشوائية لدى قرارات الحكومة أم ماذا؟
هذه القبائل الكويتية الأصيلة والتي قدمت أبناءها فداء للكويت تنشد من الحكومة العدل والنظر بسواسية، فأيهما أخطر وأدعى لاستنفار القوى العسكرية من يشتبه بولائه لقبيلته من داخل البلاد حيث يقتاد ويجر حافي القدمين إلى زنزانات التحقيق أم من يشتبه بولاء خارجي إرهابي قد عاث في الكويت الفساد حيث يستدعى بكل ذوق وأدب؟ الثكنات العسكرية ورجال مكافحة الشغب والطائرات العمودية قد عهدناها للمجرمين والقتلة والسراق لا لمن يخالف قانونا تنظيميا يسهل التعامل معه لاحقا، فمرد تلك المخالفة الى القضاء حيث الحجة والأدلة هي الحكم والفصل، أين هذه القوات التي يتشرف أهل الكويت ويعتز بها ممن كان يدير مواقع الإرهاب على النت ويسعى لتطعيم الشباب بالأفكار المنحرفة التي أنتجت لنا من يقتل ومن يفجر وذهبت بأبنائنا إلى العراق؟ وكيف يتأخر الرد وتتباطأ الإدانة مع من أساء إلى مشاعر الكويت في تأبين مغنية حيث دخلوا التحقيق وخرجوا كالأبطال بينما يُجر ويضرب ويسال دمه من يظن به المشاركة بالفرعية أو بالإشراف عليها.
ما ذنب المارة وأصحاب الأعمال المهمة والحاجات الطارئة حين تعطل مصالحهم بتعطيل الطرق سواء بالتفتيش المبالغ فيه أو بسلوك قوافل رجال الأمن الطريق بالطريقة المعاكسة (رونغ سايد) كما ذكر في بعض الصحف، لم كل هذا الكر والفر؟ اقتحام عسكري وانسحاب تكتيكي وكأننا في إسرائيل أو إحدى دول افريقيا أو جنوب شرق آسيا التي تكثر فيها المظاهرات العشوائية والانقلابات المستمرة وأحداث الشغب والتكسير، لا ننسى أننا في الكويت التي تنعم بنسيج قبلي متجانس يعيش السني بجوار الشيعي ويتزوج القبلي من الحضري ويتخندقون جميعهم في خندق واحد لصد المعتدي الأجنبي.
وفي الختام كفى العوازم فضلا أنهم بسكناهم وإقامتهم في جزيرة بوبيان منحت الدولة العثمانية الجزيرة للحدود الكويتية بدلا من الحدود العراقية نظرا لأن ساكنيها هم كويتيون ينعمون بحكم أسرة آل صباح الرشيدة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا.