ضاري المطيري
أحد المرشحين حين اراد تقديم نفسه لناخبيه، لعله اختلطت عليه الامور فحسب انه سيتقدم لبعثة دراسية في الخارج، حيث كتب في سيرته الذاتية انه حاصل على شهادة التوفل، زين حتى اذا وصل لقبة البرلمان يكون على قائمة المهمات الرسمية للخارج.
وآخر ما حكي لي انه قام بتوزيع نشرات تعريفية عن سيرته وبرنامجه الانتخابي وذلك بتوزيعها عند اشارات المرور حيث الاعلان التلفزيوني مكلف ماديا، واللافت للنظر ان ضمن سيرته اسماء جميع المدارس التي التحق بها منذ الابتدائية مرورا بالمتوسطة الى الثانوية ونسي ان يسمي لنا اسم الروضة التي التحق فيها حينما كان طفلا صغيرا حتى يكون للناخب اطلاع تام على سيرته الذاتية من كل جوانبها، وما ادري ما فائدة هذا كله؟ لربما يريد منا ان نتبين ان كان واجه العنف الطفولي ام لا؟
وللنساء نصيب، فقد قامت مرشحة بإنشاء شعار هزيل في انتخابات 2003، فلما لم تر تلك الضجة الاعلامية المرجوة حاولت جاهدة في هذه الانتخابات ان تؤكد من هزالة طرحها، حيث جعلت على رأس مطالبها «الغاء المادة الثانية من الدستور والتي تنص على ان الشريعة مصدر من مصادر التشريع»، اللهم إنا نسألك العفو والعافية.
واخرى لما ارادت ان تعدد نماذج كويتية ناجحة لتؤكد ان الامل في الكويت لا يزال موجودا، سمت لنا لاعب كرة قدم ولاعب سباق جري وقناصا اولمبيا ومخرجا سينمائيا وغفلت او تغافلت عن قراء الكويت كالبراك والعفاسي والكندري وغيرهم كثيرون ممن عجزت الامهات عن ان تلد أمثالهم في الوطن العربي والاسلامي، او بعض الافذاذ في علوم التكنولوجيا اصحاب براءات الاختراع الكثيرة، وكأنها بفعلها هذا حصرت التقدم والرقي في الكرة والتمثيل تاركة العلوم الشرعية والتجريبية.
من الممكن ان افهم ان التجمع الاسلامي السلفي رغم عرض شريحته في الشارع الكويتي لم يمثله صراحة سوى خمسة مرشحين، وان التحالف الوطني رغم قدم عهده لم يمثله سوى ثمانية مرشحين، وان «حدس» رغم خبرتها الطويلة وحسن تنظيمها لم تجد من يمثلها سوى ثمانية مرشحين، لكني اعجز عن فهم كيف تأتي هيئة او لجنة او مؤسسة لا اود ذكر اسمها حيث لم يتجاوز عمرها السنتين لتتبنى وتدعم فلانة في الدائرة الاولى وفلانة في الدائرة الثانية وتعدد حتى تجاوزت الخمس او الست مرشحات، الله! ما هذا الثقل اللي عندها، لكن على الله تنجح ولو واحدة.
رأيت «مانشيت» في احدى الصحف يقول «المرشحات يطلبن التشجيع والثقة ومساندة الجمعيات المهنية»، فاستغربت كيف يتم السماح لبعض الجمعيات الاهلية ان تتدخل في عملية دعم ومساندة بعض المرشحين بينما يشنع ويشهر بجمعية الاصلاح بمجرد الشك في دعمها لحدس او التراث في دعمها للتجمع السلفي، هذا مو ظلم؟