الأمة الإسلامية تبتلى بالمنافقين في كل زمان ومكان، فلم يخل منهم أطهر جيل، وهو جيل النبوة والصحبة والفتوحات والعزة، كما لم تخل منهم أطهر بقعتين، وهما مكة والمدينة، ولدينا هنا منافقون يريدون بطعنهم في رموز الإسلام قتل غيرتنا وتبلد مشاعرنا، يريدون بطعنهم المستمر والمنظم أن نسلم لهم إشاعة عقيدتهم الفاسدة كواقع ليس لنا إلا الرضا به، لكن خاب ظنهم.
فكلما سقطت راية تصدى لحملها شقي منهم، إنها راية كبير المنافقين عبدالله بن أبي ابن سلول، والتي أعاد رفعها ياسر الخبيث ـ رد الله كيده في نحره ـ وفي كل يوم يخرج لنا خبيث آخر يرفعها، اللهم شلّ أيديهم وأخرس ألسنتهم.
أحد المنافقين الرافضين لتغليظ عقوبة الطاعن في النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهن مؤخرا يزعم أن قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لا يستوجب الكفر ولا القتل ردة، بل لا يتعدى الجلد 80 جلدة، وكذب والله، فإن علماء الإسلام من أهل السنة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة بما برأها الله منه فهو كافر مكذب لما ذكره الله من براءتها في سورة النور، والإمام مالك يقول (من سب أبا بكر وعمر جُلد، ومن سب عائشة قٌتل، قيل له: لمَ يقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين)، وقال القاضي أبو يعلى «من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم»، وقال ابن أبي موسى: «ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة»، وقال ابن قدامة «ومن السنة الترضّي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصدّيقة بنت الصدّيق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم»، وقال الإمام النووي «براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان ـ والعياذ بالله ـ صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين»، وقال ابن القيم مؤكدا لما سبق «واتفقت الأمة على كفر قاذفها». ولن تخرس أفواه الناعقين وأهل البهتان إلا بإقامة حدود الله الرادعة، اللهم اهد ولاة أمرنا، وارزقهم البطانة الصالحة، وألهمهم تطبيق شريعتك.
dhari_almutairi@
[email protected]