مشكلة المتنفذين مع المعارضة أو مع الأغلبية في مجلس الأمة، مشكلة خلقتها الحكومات السابقة، والتي كشفت جميع أوراقها، واستخدمت كل أسلحتها قبل انتهاء الشوط الأول، وبذلك خدمت خصومها ومازالت في بقية زمن المباراة التي نرجو من الله ان يكون الرابح الأول والأخير فيها الكويت والكويتيون، وان يجنبنا شر الأشواط الإضافية، فما مضى من أعمارنا يكفي.
المتنفذون استخدموا كل رجالهم، حتى عملاءهم في المعارضة استهلكوهم فكانت نتيجة انتخابات 2012 ان أصبحت الأغلبية أكثر تماسكا، وكتلة شبه خالية من الدخلاء الذين كان بإمكانهم ان يعطلوا استجواب مصطفى الشمالي بداعي اذكاء الطائفية كالعادة، أو عن طريق اشغالهم عن أولوياتهم التي عاهدوا الشعب عليها باستجوابات هامشية، وبالمقابل فإن فسادها الإداري والمالي أفقدها القلة القليلة من العقلاء المقربين منها في السابق، فمنهم من انتقل الى معسكر المعارضة الأكثر مصداقية، ومنهم من استنفد كل مبرراته لناخبيه حول اخطاء الحكومة فكان ان فقد مقعده البرلماني.
أضف الى ذلك ان الحكومة الحالية فقدت من الموالين من كان فيه طب، واستبدلتهم بالمتردية والنطيحة، كالجاهل والنتاف، وتحالفت مع الأشرس طائفية، فخسرت كل من كان متعاطفا معها أو مخالفا للمعارضة، باختصار ليس للحكومة ما تلعب به، بعد ان تسببت في تمايز الصفوف فخدمت الأغلبية من حيث لا تشعر اللهم إلا ان تثبت للشعب حقيقة انها تريد الإنجاز وحل الأزمات.
مازلت أراهن، والعلم عند الله، على ان التهديد الحكومي بالحل ما هو الا تهويش، وجس نبض، فالحكومة لا تجرؤ على إعلان عدم التعاون، لأن الظروف كلها تصب في خدمة المعارضة، وستكون نتائج الانتخابات القادمة أكثر كارثية على المتنفذين.
نكشة: د.حسن جوهر الذي حج لبيته محبوه بالورود، وبعد إساءة مقتدى الصدر للكويت وأسرة آل الصباح، توقعنا ان نسمع منه استجابة لمحبيه وانسجاما مع وطنيته استنكارا للإساءة وانتصارا للكويت، فكان ان زاد الطين بلة، فغرب هداه الله وجاب العيد، وشجب بمقاله الاتحاد الخليجي ووصفه بالكابوس، وأنا صراحة أوافقه في جزء من وصفه، فالحق أحق ان يتبع، والواحد يقول الحق ولو على نفسه، نعم الكونفودرالية كابوس، بل كابوس مرعب لكل من يريد ان تكون الكويت لقمة سائغة لإيران أو للعراق الإيرانية.
dhari_almutairi@