لو ضرب معي الحظ كما ضرب مع كثيرين، وتلقيت اتصالا في وقت متأخر من الليل، يعرض المتصل علي فيه حقيبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فبلا شك سأقبل بها، وإن شاء الله بنية الإصلاح، بالطبع سأتصنع التمنع في بداية الأمر، وأقوم بدور الزاهد في الوزارة كما صنع الأولون، والحمد لله انني استوفيت شرط العمر قبل أشهر.
وإليكم برنامج عملي الوطني الملبي للطموح بإذن الله في هذه الوزارة الحساسة: أولا سأعمل على تكويت ما يمكن تكويته من العاملين في الوزارة، و«دهنّا في مكبتنا»، وابن البلد أولى، وحتما لن نجد حريصا على الكويت اكثر من أهلها، مع تقديري البالغ لأساتذتنا ومشائخنا الوافدين.
ودعما للمجتهدين والباحثين الشرعيين سأفتح التوظيف لجميع الكويتيين من أصحاب الشهادات العليا المعتمدة، والذين زهدت فيهم وزارة التربية والتعليم، وأمنحهم وظائف إشرافية وكوادر مالية مجزية تليق بهم، ولننزل الناس منازلهم.
وسألغي مسمى تعيين الإمام والمؤذن والخطيب، فالإمامة والخطابة والأذان ليست باب رزق، ولا وظيفة للتكسب المادي كغيرها من الوظائف، وسأكتفي ببند المكافآت، وأوسع باب القبول المضيق سلفا لتقدم الشباب الكويتي لمزاولة هذه المهام الدعوية الجليلة، ويكفي أن نتذكر أن الكويت منبع خرّج الكثير من القراء والدعاة الإسلاميين الذين لهم قبول واسع في العالم الإسلامي والعربي.
كما سأزيد من مخصصات المكافآت المقررة لهذه المهام لتشجيع الشباب على مزاولتها، فما يقوم به مئات الأئمة والخطباء والمؤذنون لا يمكن أن تكافئه 175 أو 275 دينارا كويتيا، فالإمام والخطيب والمؤذن المرتبط طوال يومه وليله بالمسجد أذانا وإمامة وتعليما ومراجعة للقرآن وتحضيرا للدروس أولى بالدعم والتشجيع من لاعب كرة القدم والمغني والممثل، رغم أن الفرق بينهم شاسع.
أخيرا: وإن كانت وزارة الأوقاف في الجانب الثقافي غير مقصرة، لكن سأحرص على المزيد من العطاء، عبر إقامة المحاضرات الجماهيرية، والدروس التثقيفية، والدورات العلمية النافعة لعلماء العالم الإسلامي، و«اللي فيه خير وبايع كرسيه البرلماني» بعد هذا فليلوح فقط باستجوابي، فلن يجد الناخبون برنامجا إصلاحيا لوزارة الأوقاف كهذا.
dhari_almutairi@