ضاري المطيري
أنا على يقين من أن كثيرا ممن عارضوا لجنة دراسة الظواهر السلبية وكالوا لها الافتراء والسباب إنما عارضوها تقليدا لا اقتناعا، والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول: «لا يكن احدكم إمعة، يقول انا مع الناس ان احسن الناس احسنت وان أساءوا أسأت، ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس ان تحسنوا، وان أساءوا ان تجتنبوا إساءتهم»، ولا أدل على ما قلت من تأخر النقد الذي جاء بعد مرور أكثر من سنتين على إنشاء اللجنة للمرة الأولى، علاوة على أن كثيرا ممن كتبوا في نقدها يُقرون في ثنايا كتاباتهم حقيقة جهلهم بأعمال اللجنة وأهدافها.
البعض وصل به الأمر الى أن يكون مستعدا ليواكب أي حملة مغرضة لأي عمل يكون ظاهره الخير والصلاح فقط لأن فلانا من الناس انتقدها فهي إذن عنده محل للانتقاد، حتى بلغ ببعضهم الطيش والاندفاع إلى الطعن بالنوايا والمقاصد والاستهزاء بالآخرين استهزاء ينم عن سوء الأخلاق والأدب، بل بلغ نقد بعضهم النقد اللاذع ليصل إلى كل من يؤازر أو حتى يستحسن أو يثني على أعضاء اللجنة، وهذه بلاشك صورة من صور الإرهاب الفكري الذي يمارسه البعض وابتلينا به في الفترة الأخيرة، حيث عكف بعض الكتاب على زراعة مبادئ وقواعد في اذهان الشباب والناشئة وهي أن أي إنسان يقف بجانب أي عضو إسلامي فإنه حتما إرهابي، وأي شخص تلتقط له صورة مع أحد الملتحين فبالتأكيد هو رجعي، وأي كاتب يشجع العمل الدعوي فهو حزبي، وأي آمر بالمعروف وناه عن المنكر إنما هو مستبد وقمعي، ومن هؤلاء الضحايا الذين نالهم رذاذ أو قل شظايا النقد الجائر السيدة والشيخة فريحة الأحمد لمجرد اجتماعها مع اللجنة ومشاركتها في البحث عن علاجات بعض السلبيات المستشرية والخطيرة على المجتمع الكويتي، وما أدري لماذا لم يسعفها ولم يشفع لها كونها امرأة من أن تنتقد؟ خاصة أن غالبية من انتقد اللجنة هم ممن يُمجدون المرأة.
فنحن من هذه الزاوية نشد على يد الشيخة فريحة في مسيرتها، ونشاركها همها في الحفاظ على قيم المجتمع والعناية بالأسرة واللطف مع أبناء ديرتنا، فالشيخة فريحة الأحمد شخصية نسائية لكن غير، فلو أن ناشطات اليوم اقتدين بها لكنا في خير، لا بل لارتفعت أسهم المرأة ولرأيناها تحت قبة البرلمان رغم أنني متأكد من أن الشيخة فريحة لا تسعى إلى البهرجة إنما تسعى لفائدة المجتمع الذي تعيش فيه فدورها في لجنة الأم المثالية يشهد لها.
في الختام، شكلنا راح نقعد حتى عام 2100 أو 2200 والربع راح يتكلمون على لجنة الظواهر السلبية وما راح يقتنعون بأن الناس فاهمة وواعية وما تتأثر بالصراخ ولا بالعويل.