بقلم: م. ضاري محسن المطيري
ما الفرق بين الحكومة والأغلبية؟ فكلا الفريقين عوّد الشعب على التصاريح الجوفاء الخالية من الأفعال، والاجتماعات لديهما أكثر من الإنجازات، وكلاهما تفنن في خسارة ما تبقى من حلفائه العقلاء، وكلاهما تبنى قضايا وطنية شرعية خسرت بتقديمها لمحامين فاشلين ينافحون عنها، وكلاهما أبدع في المواقف التي ينقض بعضها بعضا، فالحكومة تؤكد على الوحدة الوطنية والمعارضة تؤكد احترامها للقضاء ولأسرة الحكم ورجال الأمن، لكن الواقع يخالف ما يقولونه جميعا!
الحكومة أرهبت الخطباء بإيعازها إلى وزارة الأوقاف لمنع الخطباء من قول ما يدينون به في قضية حقوق المرأة السياسية خلال عام 2005، والمعارضة أرهبتهم بإعلامها اللاذع لتمنعهم من الحديث عن فكرة التصويت في الانتخابات الأخيرة، بعبارة أخرى كلاهما لا يعرف المشايخ والعلماء إلا اذا وافقت فتاواهم هواه.
الحكومة والمعارضة غير مختلفتين، بل هما تتنفسان على «دوخة» المواطن، وإنما اختلافهما اختلاف تنوع، غير جوهري، في الألفاظ فقط، فالأولى تسمي المتظاهرين عملاء ومزدوجين، والثانية تسميهم مندسين، كلتاهما استخدمت الإشاعة ضد خصومها، وفاحت منها رائحة الرشوة.
المعارضة وما أدراك ما المعارضة، اتهمت سمو الشيخ ناصر المحمد بالتحالف مع الشيعة، ثم أصدرت فتاوى تشجع على التحالف مع الشيعة انتخابيا، وطالبوا بالوحدة الخليجية ليغيظوا إيران بزعمهم، ثم رفضوا الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها الحكومة، ولئن كانت الحكومة تزرع الفتنة فإن المعارضة تبحث عنها وتلهث وراءها!
أخيرا: خطابي ليس لجميع رموز المعارضة، فالتعميم جريمة لا أرتضيها، بل هو خاص لقياداتهم من الحركيين الحزبيين ومن ينطبق عليه الوصف المذكور.
dhari_almutairi@