ضاري المطيري
عدنا والعود أحمد، تلقفتنا الأشغال والمهام في الأيام الماضية عن الكتابة بل حتى عن القراءة على الرغم مما حملته تلك الأيام من أحداث كبيرة تستدعي التعليق والكتابة، لكن لعل في الأمر خيرا فالنفس تحتاج إلى تجديد وترويح من فترة لأخرى.
فمن أشد الأحداث على قلبي في الأيام التي سبقت موسم الحج هي الأقاويل التي روج لها بعض ضعاف النفس للإيقاع بين أعضاء مجلس الأمة، وبالأخص المحسوبين على السلف، ولأن الأيام تعيد نفسها وسيناريو الأحداث يتكرر عبر الزمن علمت يقينا أن هذه الخصومة الظاهرة هي في باطنها دلالة على صدق التجرد للحق لدى السلفيين، سواء كانوا دعاة أو ساسة، نعم كان هناك اختلاف في قضية استجواب رئيس الحكومة، لكن إحسان الظن المتبادل بين الطرفين كان هو السائد رغم الرسائل المندسة والأقاويل المنبثة، ومن أدلة ذلك بقاء القاعدة الانتخابية لكلا الطرفين واحدة ومتلاحمة، فأنا على سبيل المثال أكثر المنافحين عن التجمع السلفي ومع ذلك فأنا أكثر المؤيدين لما ذهب به المستجوبون الثلاثة ولا أشك في نوايا الطرفين إطلاقا، وليس ذلك لأنهم ملائكة حاشا لله، بل لأنهم مسلمون وأنا مدين لهم بحسن الظن والنصح في السر.
ولكوننا في أجواء التشكيل الحكومي الجديد، فلابد لي أن أشير إلى وزراء أصحاب بصمة حقيقية وجرأة في اتخاذ القرار، بخلاف وزراء كانوا عبئا حقيقيا على سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والتي كانت حكمتهم في الدنيا مع الأسف «من لا يعمل لا يخطأ»، فمن هؤلاء الوزراء أصحاب البصمة والجرأة وزير الداخلية ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير التجارة والصناعة، فهم أناس نذروا أنفسهم لتحدي عتاوية ومردة الفساد المستشري في قطاعاتهم، فقاموا بحركة تصحيحية جريئة لا يأبهون بصراخ المفسدين ولا يعبأون بتخذيل المرجفين، فنتمنى ألا يشملهم مبدأ «الخير يخص والشر يعم»، فالاستغناء عنهم وعن إنجازاتهم خسارة حتمية للحكومة والشعب.
في الختام، أنا ما زلت أراهن على القارئ والمتابع الكويتي في إدراك كل ما هو صحيح وخاطئ مما تتناقله الصحف اليومية لدينا، فكثير ممن لاقى الافتراءات من الصحف تربع على رؤوس القوائم الفائزة في الانتخابات الماضية، لقد أصبح المواطن يميز بين الغث والسمين من جهة العموم، وأدرك أنه ليس كل ما تتناقله الصحف صحيحا وليس كل ما تردده الدواوين والمنتديات حقيقة، فيا ليت بعض الصحف تدرك حقيقة وعي القارئ الكويتي جيدا.