ضاري المطيري
بين يديك أيها القارئ حوار افتراضي في ألفاظه لكنه حقيقي في معانيه وأحداثه، حوار دائر بين شعبوي عاطفي وبين عقلاني واقعي، أما الزمن فهو هذه الأيام التي تمر علينا ونسمع فيها العجائب والطرائف، وأما المكان فهو الكويت وصل على النبي.
ما غاية ما يريده الناخب من المرشح؟
ينهي جميع معاملاته، فيسافر للعلاج بالخارج، وينقل مقر وظيفته إلى إدارة قريبة من منزله، ويا ليت بالمرة يحصل على ندب أو تفرغ، أو بالعربي «يزرق» ولا يحاسبه أحد.
وبعد؟
محاربة المحسوبية في المناصب الإدارية، والقضاء على كل أشكال الواسطة، ومعالجة حقيقية للبطالة المقنعة.
لكن ماذا عن المطالب الشعبية؟
إسقاط القروض جميعها الاستهلاكي منه والإسكاني.
وبعد؟
العدالة في توزيع الثروة، ومكافأة المجد وتشجيع الكفاءة.
وماذا يريد المواطنون ذوو الدخل المحدود؟
أن يسمح لهم ببناء الدواوين ونصب الخيام بجانب البيوت السكنية.
وبعد؟
أن تتم المحافظة على المنظر الجمالي العام للمنطقة، وأن تحارب جميع غرف الخدم والبقالات المخالفة والمبنية على أرصفة الشوارع.
وماذا عن المطالب الإنسانية؟
تجنيس كل فئات البدون، وكل مولود ولد في الكويت.
وبعد؟
سحب الجنسية ممن لا يستحقها، وتجنب العشوائية في عملية التجنيس، والحفاظ على نسيج المجتمع الكويتي.
وما أهم دور يمارسه مجلس الأمة؟
محاسبة الوزراء المقصرين واستجوابهم إن لزم الأمر، والرقابة الصارمة على مصروفات الدولة.
وبعد؟
السير نحو الإنجاز وإقرار القوانين والتشريعات وعدم تعطيل التنمية بكثرة الاستجوابات.
وما آمال وأماني الشعب؟
تحقيق الممارسة الديموقراطية والمشاركة السياسية كما يجب.
وبعد؟
حل المجلس والتخلص من وجع الرأس، ويكفينا مجلس وطني استشاري.
إذن اختصر لي، ما أولويات الشعب؟
توسيع دائرة الحريات على مصراعيها والحفاظ على الأخلاق، وادخار الأموال للأجيال القادمة وتوزيع الثروة من الآن لضمان عدم إهدارها، وزيادة 50 دينارا، 80 دينارا، أو 100 دينار كما في بعض المقترحات، وأيضا حفظ الأمن وإلغاء جميع كاميرات السرعة الموجودة في الشوارع، وأخيرا قبول جميع الطلبة في الجامعة وتوظيف كل الخرجين.
ما صارت أولويات، كل شيء صار عندنا أولوية؟
بالتأكيد كل شيء صار أولوية وصار مطلبا شعبيا أيضا.
لكن ألا ترى أن هذه المطالب تناقض بعضها البعض أو يصعب الجمع بينها؟
بالتأكيد، فالتناقض هو الماركة المسجلة والمعتمدة لكل ما يسمى بالمطالب الشعبية في الآونة الأخيرة.
لا، إنما أريد المطالب الشعبية الحقيقية التي يحتاجها المواطنون؟
هي باختصار تطبيق القانون على الجميع دونما استثناء أو انتقائية، والعدالة بين جميع المواطنين، والنظر إلى المصلحة العليا للبلاد بحسب آراء المختصين والعقلاء متجنبين أهواء الغوغاء في ذلك، ونقطة وانتهى السطر.