نعيش هذه الأيام جفافا عاطفيا نتيجة طغيان المادة على أسلوب حياتنا، فثورة الاتصالات التي ضربت عالمنا المعاصر طغت على مشاعرنا وأخلاقنا، فغرتنا بتقريبها البعيد، وما فطنا أنها أبعدت القريب والجليس وقلما من يتفطن لذلك.
الحداثة التي نعيشها طغت فيها الأنانية على أسلوب حياتنا وتعاملنا اليومي، وتقدمت المصالح الشخصية على الإيثار وحسن الجوار، حتى إن لعب الأطفال الإلكترونية صارت تعطينا صورة من الصور التي تعاني منها مجتمعاتنا في الوقت الحاضر عبر تكريس الفردية وتهميش دور الجماعة عبر أسلوب استخدامها لو تأملنا.
نحن نحتاج إلى ثورة في الأخلاق واللطافة، تقتلعنا من الحياة المادية الجافة، التي غرتنا فيها سرعة التكنولوجيا المعاصرة، فأهملنا الرفق والإحسان والحلم والأناة، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس «إن فيك لخصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة»، وأيضا من أسماء الله «اللطيف»، وهو اسم يدل على وصفه تعالى بالرفق والإحسان إلى مخلوقاته وكثرة فعله ذلك، كما في قوله سبحانه (إن ربي لطيف لما يشاء)، وقوله: (الله لطيف بعباده)، وفي السنة «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله».
[email protected]