ضاري المطيري
من العجيب أن يوجد من الغرب من يرأف ويتعاطف مع الشعب الفلسطيني الراضخ تحت وطأة القصف العشوائي من الآلة الصهيــونية الجائــرة، فــي حــين نــرى الكثير من الأقلام والأصوات العربية والمسلمة مع الأسف تشمت من حالهم وتتشفــى من مآلــهـم الذي صــاروا إليه، حتــى أصبح تــخذيلهــم وهــمزهم ولمــزهم أقــوى أثــرا من الآلة الصهيونية نفسها.
غريب هو زعم البعض بأن أعضاء مجلس الأمة لا يمثلون الشعب الكويتي، وأن حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، في حين أن جميع برلمانات العالم تمثل شعوبها شاءت أم أبت حتى لو كانت نتيجة انتخاباتها مشكوكا في نزاهتها، «بس الظاهر الأمر عندنا مغاير».
من العجيب أن تكون الكلمات النابية والتجريح الشخصي والنقد المسف حرية صحافية، بينما يكون استخدام النائب لأدواته الدستورية المتاحة كالأسئلة البرلمانية والاستجواب تأزيما وتعسفا.
غريب هو أمر عشاق الدساتير والنظم واللوائح فهم يقولون ما لا يفعلون، ومن الأمثلة على ذلك الدعوة إلى تطبيق قانون وإن لم تكن تؤمن به، والتأكيد على أهمية مفهوم الأكثرية والديموقراطية، فنرى تجريم الانتخابات الفرعية وانتقاد مجرد سعي بعض النواب لاستصدار قانون يلغي تجريمها، وكذلك الأمر في قضية الدواوين، في مقابل أنه لاتزال هناك مماطلة في قضية منع الاختلاط في الجامعة والمجاهرة بمخالفة القانون الصادر في هذا الشأن من المجلس بأغلبية ساحقة.
مشكلتنا الأزلية في الكويت خاصة وفي عالمنا العربي عامة هي النظر بعين عوراء والكيل بمكيالين والانتقائية فــي تطبيق القانون، وحلهــا هــو التجــرد للحـق وتـوطـين النفس علـى إنـصاف الآخرين (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
وصلني إهداء من جمعية إحياء التراث الإسلامي باسم رئيسها م.طارق العيسى عبارة عن كتاب «مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر، الأسباب ـ الآثار ـ العلاج» لمؤلفه د.عبدالرحمن اللويحق، فشكرا لـ «إحياء التراث» ومواقفكم في محاربة الغلو والإرهاب فكريا مشهودة وموثقة.