ضاري المطيري
أول كادر أقر ضمن سلسلة الكوادر المقرة في السنوات الأربع الأخيرة هو كادر المهندسين المعيب، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وإن كان لدينا كادر منقوص فغيرنا ما عنده كادر بالمرة، والقناعة كنز لا يفنى، لكن ليس هناك ما يمنع من أن يطلب الإنسان المزيد من حقه وأن يطمح الى تحسين وضعه.
فمنذ بداية إقرار الكادر والعين تلاحق المهندس الكويتي المسكين حتى أسقطته أرضا و«جابته القاع»، عين ما صلت على النبي، وفي الحديث النبوي الشريف «العين تُدخل الرجل القبر وتُدخل الجمل القدر»، فالمائتان اللتان أقرتا لم تصرفا للجميع، ومن صرفتا له لم تصرفا له كاملتين إلا بشق الأنفس، وحين بدأ إقرار الكوادر الأخرى أيقنا بالغبن الحقيقي «ولات حين مناص»، بل حتى الـ 50 دينارا التي أقرت بعدنا بقليل لم ننل منها شيئا، ولا من الـ 50 الأخيرة، ألم أقل لكم إنها حقا عين؟ وعين قوية ومرة.
من المعيب أن يساوى المهندس بالجامعي الآخر كما هو معمول به في جميع قطاعات الدولة التي توظف الجميع على الدرجة الرابعة ابتداء، فلك أن تتصور أن الشاب المهندس أو الطبيب بخدمة سنتين مثلا في مقابل شاب آخر بنفس عمره خريج كلية أدبية أو شرعية بخدمة أربع أو خمس سنوات والسبب يرجع لتأخر تخرج المهندس والطبيب على سائر أقرانهما من خريجي الكليات الأخرى، خاصة إذا علمنا أن كليتي الهندسة والطب بأقسامهما لا يمكن للطالب إنهاء مقرراتهما في أقل من خمس أو ست سنوات بالإضافة إلى ضرورة أخذ «كورسات» صيفية إضافية.
ألا يستحق المهندس بعد ذلك أن يعوض هذا الفارق الزمني الطويل والجهد الذهني المضني والكلفة الباهظة لأدوات الدراسة إذا ما تخرج ليلحق بسائر أقرانه وينال العدالة؟
وبإذن الله سيجد المهندسون ضالتهم مع «قائمة التطوير» الفتية في جمعية المهندسين بقيادة م.طلال القحطاني، وأملنا فيهم كبير وليس ذلك على الله بعزيز، فإذا ما تضافرت الجهود وصدقت النيات فسيحصل المهندسون على حقوقهم ويكرمون على جهودهم من أجل المساهمة الفاعلة في بناء الكويت.
في الختام، أنا شخصيا ضد مبدأ المظاهرات أو الاعتصامات أو الإضرابات التي ينادي بها بعض زملائي المهندسين وذلك لدواع شرعية بحتة، مع ذلك فسأكون في غاية الانبساط في حال ما تم تفعيل مثل هذه المبادئ، فالحكومة مع الأسف الشديد عودتنا ألا تلتفت إلى الصوت العاقل الهادئ إنما تراها تفزع من صراخ العاطفة وطبول الغوغاء.