ضاري المطيري
حيروني في وعي المرأة، ففي البداية طالبوا بدخول المرأة المعترك السياسي لتزاحم الساسة وقادة الأمة وتبدي رأيها في المجالس البرلمانية زعما منهم أنها ذات دراية وتجربة، وزعموا انه لا يخلو بيت من نساء يرغبن في التغيير والتعبير عما وراءهن من النساء، لكن ما ان تحققت مساعيهم وأقر قانون ترشيح وانتخاب المرأة حتى وجدنا ان رغبة النساء الحقيقية كانت بخلاف ما ذكروا، فلم تصوت المرأة لاختها المرأة انما فضلت الرجل المقتدر صاحب الخبرة والمراس.
المشكلة انهم صدموا بالنتائج فانقلبوا على اعقابهم واتهموا المرأة التي لم تمنحهم الثقة انها جاهلة، بل ان منهن من طالبت بإقامة مؤتمرات وورش عمل لتعزيز الثقافة السياسية عند المرأة وزيادة وعيها بعدما كن يراهن من قبل على وعيها وثقافتها، وتأتي الغيرة بين النساء سببا من اسباب سقوط المرأة في الانتخابات فاحداهن تقول عن زميلتها «هذي ما عندها مراس سياسي»، ولا ادري ما هو معيار المراس السياسي عند الناشطات؟ أهو كثرة انتشار صورها على صفحات الجرائد أم كثرة تصريحاتها؟ أم هو الموقف الرصين والاطروحات الحقيقية التي تنفع الرجل والمرأة على السواء؟
لقد اعطيت المرأة حق التصويت والانتخاب معا فماذا حصل؟ يجيبك بعضهم ان مجرد المشاركة في القرار يعطي لصاحبه قيمة، فهل يعني ذلك ان المرأة لم تكن لها قيمة في السابق؟ وماذا سنقول للعسكري «اللي طايح حظه» والشاب دون سن الانتخاب؟ أليس لهم قرار وشخصية وذات مستقلة عن الآخرين أم ماذا؟
اعطيت المرأة حقوقها السياسية كما يزعمون فما النتيجة؟ هل حلت مشاكل الكويتية ام تم توظيف ابنائها البدون؟ امنحت الكويتية حق المسكن حالها حال الرجل؟ لا انها شعارات وتنتهي، احدى الصحف نشرت على موقعها الالكتروني استبيانا حول «هل اثبتت المرأة الكويتية كفاءتها في المناصب السياسية والقيادية؟» وكانت النتيجة المثيرة ان 70% اجابوا بالنفي.
ان من كان ينادي ويصرخ بأن المرأة واعية صار اليوم يدندن حول عدم وعي الشعب الكويتي بأسره، فهل المرأة واعية والشعب غير واع؟! علموني «شلون تركب؟!» وان كان مجلسا 2006 و2008 مجلسي تأزيم فانهما أتيا باصوات كل من الرجال والنساء.
في الختام البعض طالب بالمساهمة لايصال المرأة الى قبة البرلمان سعيا للرقي في الحوار بدلا من الصراخ والاسفاف والابتذال الذي يمارسه البعض، لكني لا استطيع ان انسى أن احداهن زعمت ان الديرة ليس فيها رجال، فهل هذا هو الرقي في الحوار ومحاربة الابتذال والاسفاف؟