ضاري المطيري
الزمن يتغير ولابد أن نتغير معه رضينا أم أبينا، ومن لا يتغير يذهب أدراج الرياح، كأنه لم يكن شيئا مذكورا، فبعض علماء الأحياء والجيولوجيا يعتقدون أن وراء انقراض الديناصورات أنها لم تتغير ولم تتمكن من التكيف مع المناخ الذي طرأ عليه التغيير المفاجئ، فاندثرت وتلاشت وظلت الحيوانات الأخرى التي تمكنت من التغيير والتأقلم مع المتغيرات والحوادث.
تغيير الأفعال لأجل تغيير النتائج سنة كونية لن تتخلف أبدا وستبقى إلى يوم الدين،(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فإذا أردنا أن يغير الله حالنا إلى الأحسن فلنغير من أنفسنا ولنراجع أعمالنا، وهناك مثل صيني يقول «تكرار نفس العمل وانتظار نتيجة مغايرة من الجنون والسفه».
ابتداء أنا لست من الساخطين على المجلس السابق، ولست ممن يصنف بعض نوابه بالتأزيمين، بل إني أرى فيه مجلسا يصعب تكراره بسبب أسمائه اللامعة، وتمثيله لأغلب شرائح المجتمع الكويتي بالطريقة المثالية، وهذا في الإجمال حيث إنني في المقابل لا أمانع بالتغيير لأجل التغيير وضخ الدماء الجديدة الواعدة مع بقاء العناصر ذات الخبرة والتجربة الناجحة، لا أمانع في التغيير امتثالا لرغبة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي طالب الشعب بحسن الاختيار وتقدير المسؤولية.
أبناء المناطق الخارجية اقتصوا الحق من أنفسهم وابتدروا منهج التغيير، فإلى الآن وصل التغيير في الدائرتين الرابعة والخامسة إلى 55% عبر التشاوريات، ويوم الاقتراع لاشك أننا قــد نرى مفاجآت أكثر بالانتظار، ويبقى السؤال الحقيقي وهو «متى تتغير الحكومة؟»، متــــى تأتيــــنا حكومة دون محاصصة؟ متى تأتينا حكومة قوية بوزراء رجال دولة؟ متى تأتينا حكومة بخطة واضحة؟ متى تأتينا حكومة ذات قرار لا تتردد؟ الشعب قام بالخطوة الأولى والــباقي عـــلى الحكومة الجديدة.