ضاري المطيري
صرنا في الكويت حقل تجارب، فقالوا حل قضايانا يكمن في السماح للمرأة بالمشاركة السياسية، فمنحوها حق التصويت والترشيح، ثم ماذا؟ «مكانك راوح»، تأزيم ثم حل والخلاصة اننا مازلنا في مستنقع التردي والانحدار، قالوا اذن الحل في «الدوائر الخمس»، فصدقناهم وجرينا خلفهم، فكانت النتيجة ظهور الطبقية والقبلية والطائفية والفئوية وكل ما يخالف الدين والوطنية، واليوم الشعب أتم التجربة الثالثة وأوصل المرأة الى البرلمان ومنحها العضوية والوكالة عنه، والله يستر، فإن كان البعض يرى في تطبيق نظام الدوائر الخمس ذهابا للمجهول فإن دخول المرأة للبرلمان لن يختلف عن ذلك وسنرى الغرائب والعجائب.
قالوا لنا نريد ان تشارك المرأة في اتخاذ القرار لأنها أجدر بحل قضايا المرأة الكويتية وأبنائها، فمنحت حق المشاركة في أعلى سلطة وهي السلطة التنفيذية، فعينت ثلاث وزيرات ومازالت الكويتية تعاني الظلم والضيم والحسرة، فهل يمكن للمرأة عبر السلطة التشريعية ان تصنع ما لم تصنعه عبر مركز اتخاذ القرار في السلطة التنفيذية؟ نأمل ذلك.
إن كان البعض ينسب ويرجع كل إخفاق في مجالس الأمة السابقة الى التيارات الإسلامية فإن كتلة النساء في هذا المجلس تفوق كل الكتل الاسلامية العتيقة كالتجمع السلفي والحركة الدستورية، فإن كان ثمة حل فإنه بإذن الله لن ينسب إلى الإسلاميين هذه المرة والحمد لله، وسيكون التأزيم وتعطيل التنمية ثم الحل بسبب شؤم وصول المرأة وسنلجأ بعد ذلك الى حسن الاختيار والتغيير، (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
التيارات الليبرالية اندثرت وانحسرت لكنها عادت من جديد في هذا المجلس، إذن فلنمنح هذه المرة هذا التيار الفرصة ولنر اين سيوصلنا، فهل سنرى منه حلا للتردي في الوضع الصحي وحلا لمشكلة الإسكان وللشأن التعليمي؟ نأمل ذلك، ونتمنى ألا ينشغل بتكريس الطبقية والسعي لخرق قانون الاختلاط والعمل على ربط الاقتصاد باستقطاب المغنين والمغنيات؟
في الختام، إن كان من شيء طيب في هذه النتائج ويثلج الصدر يجب ان يذكر فهو سقوط الإعلام الفاسد ونجاح الأحرار، فقد نجح د.فيصل المسلم وسقط الإعلام الفاسد، نجح خالد السلطان وفشل الإعلام الفاسد، نجح د.وليد الطبطبائي ومحمد هايف وغيرهم من الأحرار وطاح على وجهه الإعلام الفاسد، والأيام المقبلة بيننا لنرى كيف ستتصدى «القوارير» من النواب الجدد للإعلام الفاسد الذي لا يرعى في مؤمن إلا ولا ذمة.