دعاوى زائفة لا تنطلق من أدلة وبراهين ولا دراسات حقيقية وبحوث علمية موثقة، إنما يستند أصحابها إلى أوهام وظنون وأمان، البعض غير مقتنع بها أصلا، وإنما روجها لتحقيق مآربه الشخصية، مع ذلك فإن هذه الدعاوى لم تنطل على النخبة المتعلمة والعاقلة، وإنما كان أثرها وخطرها في استقطاب الدهماء من الناس وتضليلهم والتلبيس عليهم، خاصة عبر استخدام الآلة الإعلامية أو ما يسمى حقيقة «الإعلام الفاسد»، لكن الحمد لله أن الزمن كفيل بإبطال هذه الدعاوى.
من هذه الدعاوى، دعوى أن المرأة أعلم بمتطلبات المرأة، ودخولها للبرلمان سيحقق لها ما لم يحققه لها أخوها الرجل، دعوى أبطلتها تجربة مجلس 2009 وعمره غير القصير، فتبين للناخبين أن المرأة ربة الأسرة ليست على أجندة المرأة النيابية، إنما أجندتها تنحصر في خطف لجنة مكافحة الظواهر السلبية، والدعوة للعودة إلى الاختلاط، والانشغال بتبرير مواقف بعض النائبات السياسية الغريبة، والظهور الإعلامي في كل محفل، وأخيرا الدفاع المستميت عن مواقف الحكومة.
ودعوى الليبرالية بعدم عدائها للدين، بطلت باستهزائها بالحجاب الإسلامي، وبالفتاوى والمفتين، وبمطالبتها الصريحة مؤخرا بإقصاء الدين عن السياسة، وهي مثل دعواهم باحترام القانون والتي بطلت أيضا بمخالفتهم لقانون انتخاب المرأة الذي يوجب الالتزام بالضوابط الشرعية.
ودعوى وتذرع البعض برفض بعض الفتاوى لكونها تأتي من الخارج ووصفها بالمعلبة، أبطلها استشهادهم بفتوى الأزهر والطنطاوي من خارج الكويت لأجل إقرار قانون انتخاب المرأة في حين رفضوا فتوى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت.
ودعوى البعض جديته في محاربة الطائفية ودواعيها أبطلها التعدي الصارخ والمتكرر في الصحافة والإعلام على خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أخو أم حبيبة زوج نبينا صلى الله عليه وسلم، وأحد كتبة الوحي.
ودعوى انحسار التيار الإسلامي أبطلته نتائج انتخابات الجامعة الأخيرة وفوز «الائتلافية» مع حليفتها «الاتحاد الإسلامي» للمرة 31 على التوالي، ووجود أكثر من 30 نائبا إسلاميا ومحافظا في المجلس الحالي.
وأخيرا، دعوى الحكومة بأن سبب توقف التنمية هم «نواب التأزيم» كما يسميهم البعض أبطلتها خطة الحكومة الخجولة والناقصة والعائمة والمطاطة، ومكانك راوح.
[email protected]