لا أعلم لماذا شنع البعض على الأخ النائب محمد هايف لتصريحه بشأن تحويل وزارة التربية مادة الموسيقى من مادة اختيارية إلى إجبارية وبأنها ستخرج لنا الراقصات، أو ليس الرقص فنا كما أن الغناء فن؟ وهل الرقص شيء «يستعر» منه خاصة لمن استمرأ اللهو والطرب؟ فالمغني يقول أنا فنان، والرقاصة من خلق الله تقول أيضا أنا فنانة، بل انا الفن كله، «الفن بعينه وعلمه»، فلما الاستهجان والاستنكار لتصريح يحاكي الواقع ولم يأت بجديد.
في الوقت الذي انشغلت فيه الشعوب العربية بمتابعة تفاهات المسلسلات التركية، وحضور حفلات محمد عبده وتامر حسني، تطلق الصين سفينتها الفضائية «تشانجي واحد» التي ستمضي في دراسة سطح القمر استعدادا لإطلاق أول سفينة فضاء غير مأهولة تهبط على سطح القمر عام 2012 على ان تعقبها سفينة فضاء مأهولة تهبط على سطح القمر في العقود التالية، والإنجاز الصيني يذكرني بما يردده التغريبيون ومن تزعزت ثقته بربه وبدينه كلما تكلمنا ووجهنا النصح وقمنا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بأن العالم وصل القمر وأنتم لاتزالون تتحدثون عن نواقض الوضوء، وأيهما نقدم الرجل اليمنى أم اليسرى إذا دخلنا الحمام، لكن المشكلة أن العالم وصل المريخ وهؤلاء مكانك راوح، وأقصى ما وصلوا إليه وتفتقت أذهانهم عنه هو فرض الموسيقى والطرب.
ونحن في الكويت جزء من العالم العربي المغلوب على أمره، ففي الوقت الذي كنا نأمل فيه من حكومتنا الرشيدة إنهاء ما تم البدء فيه من مشاريع حيوية على أقل تقدير كمستشفى جابر وجامعة الشدادية وستاد جابر الرياضي «اللي مو راض يخلص»، تفرض مادة الموسيقى على مرحلتي الابتدائي والمتوسط، مادة لن تفيد الذكي ولن تنهض البليد، في ظل تنامي أصوات نشاز تطالب بإلغاء مناهج التوحيد بدلا من الموسيقى، يا جماعة ترى توصية لجنة استكمال الشريعة كانت بإلغاء أو تعديل منهج الفلسفة لتعارضها مع الدين القويم والعقل السليم، ولم تكن بفرض الموسيقى وإلغاء التوحيد، وهنا يطرح سؤال مهم، هو من الذي يبحث عن التأزيم؟ المجلس أم الحكومة؟
أختم حديثي بـ «مسج» وصلتني يقول صاحبها «طالبة نصرانية، ابنة معلمة وافدة، لا تحضر حصة التربية الإسلامية في مدرسة بمنطقة العارضية، في حين يجبر الطفل البريء على حضور حصة الموسيقى وشراء لوازمها الجديدة، أو ليست هذه مفارقة عجيبة وغريبة في وطن مثل الكويت يدين بالإسلام»، ويتساءل البعض بعد هذا كله: أين المطر ولما الأرض جدباء وأين ذهب الغيث؟ (قل هو من عند أنفسكم).
[email protected]