تأكيد أكثر من وزير ومسؤول من حكومتنا على أن قمة مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت وتبدأ أعمالها اليوم ستتوج بتأسيس كيان الاتحاد النقدي الخليجي خبر يثلج والله الصدر، ويفرح قلب كل خليجي غيور، وبإذن الله ستكون هذه الخطوة الأولى في إقرار العملة الخليجية الموحدة التي طالما طال انتظارها.
عماد الدول في العصر الحديث هو الاقتصاد، لذا فدول الغرب الأوربي رغم مساحته الشاسعة وكثافة سكانه وتعدد لغاته وثقافاته رأينا من اتحاده الأوربي تفعيلا لدوره، فأخرج لنا «اليورو» لينافس الدولار الأميركي والين الياباني وغيره، ونحن في الخليج العربي دول أقل عددا ومساحة وكثافة سكانية وتجمعنا اللغة والدين والعادات الاجتماعية، فكيف نعجز أو نتأخر في إقرار عملة موحدة تعزز من اقتصادنا.
لذا فنود تفعيل دور مجلس التعاون أكثر وأكثر، بل والمسارعة في تحقيق المطالب والأماني الأخرى التي تحقق مزيدا من الوحدة والاجتماع لدول الخليج، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المخيفة حولنا، نود رؤية مشروع السكك الحديدية بين دول مجلس التعاون، والعمل على سهولة التنقل بين مواطنيها ومقيميها، وإلغاء رسوم تصدير وتوريد البضائع فيما بينها، لنخلق لنا سوقا موحدة، ويحق لنا بعد مضي 30 سنة من إنشاء مجلس التعاون أن نطالب بالمزيد والمزيد من مظاهر الوحدة التي تمنحنا القوة أمام أعدائنا.
في الختام، شكرا لقادة دول الخليج الحاليين الذين نعول عليهم الكثير، وشكر خاص للقادة الأموات والأحياء في قلوبنا، شكرا للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، والملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمهم الله جميعا، فهم من وضعوا اللبنة الأولى في مشروع الاتحاد النقدي الخليجي.
[email protected]