بقدر ما سعدت وتشرفت بانضمامي إلى أسرة «الأنباء» الغراء من خلال هذا العمود المتواضع، إلا انني أدرك ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق كل كاتب من حيث المصداقية والدقة والحياد في نقل أو تناول أي موضوع، وبالذات ذلك الذي يحاكي نبض الشارع المتمثل بروح المواطن البسيط، محاولا تلمس هموم الناس من خلال تسليط الضوء على كل ما يهمهم، ووضع النقاط على الحروف، فأتمنى من الله ان يعينني على ذكر وتسطير كل ما فيه خير ومصلحة عامة للجميع.. كما أعاهد نفسي والقراء الكرام بأن أمضي بقلمي لا مجاملا ولا محابيا ولا مرائيا لكائن من كان بكل جرأة، مراعيا في ذلك الأطر والحدود القانونية والشرعية.. والله الموفق.
تعبير «الطابور الخامس» نشأ أول ما نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت في عام 1936 واستمرت 3 سنوات. وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال الإسباني «كويبو ديللانو» وكان أحد قادة القوات الثائرة، وكان يتحدث عن قواته الزاحفة على مدريد وكانت تتألف من 4 طوابير من الثوار، ثم قال ان هناك أيضا طابورا خامسا يعمل مع الثوار ولكن داخل مدريد نفسها وكان يقصد بذلك مؤيدي الثورة من أهالي مدريد.
وبعد هذا الوصف الذي أطلقه الجنرال الإسباني الثائر أصبح استعمال تعبير «الطابور الخامس» شائعا، وأصبحت تدل على الجاسوسية وعمليات التخريب التي تتم داخل البلد بواسطة أعوان لأعداء هذا البلد.. وزاد انتشار هذا التعبير بعد ذلك لما قامت الحرب العالمية الثانية في عام 1939 واعتماد هتلر على عدد كبير من الجواسيس والمخربين داخل البلاد التي كان يحاربها، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية اتسع مفهوم «الطابور الخامس» ليشمل أيضا مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية التي انتشرت نتيجة للحرب الباردة التي نشأت بين المعسكرين الشيوعي والغربي.
تذكرت هذه الحادثة عندما قرأت إجابة النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك عن أحد الأسئلة قبل أيام في حوار أجرته معه جريدة «عكاظ» السعودية، حيث قال: هناك أطراف خارجية مستفيدة من إثارة الفتن في الكويت والبحرين والسعودية وان هناك شبكات ومنظمات إرهابية وجهات تخريبية مستفيدة من عدم استقرار المنطقة وهو أمر يضاعف المسؤولية علينا كمسؤولين ومواطنين.. (انتهى).
ولا شك ان ما تم اتخاذه من إجراءات من قبل الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء بالإنابة عندما حاول ذلك المفلس قدح زناد الفتنة وإشعالها لهو بداية مبشرة ودليل على محاولة إعادة الهيبة حيث اتسمت بالحزم والشدة والتي افتقدناها منذ ان تم تكسير عظم خلية تنظيم القاعدة بفضل الله ثم بسواعد ويقظة أبطال جهاز أمن الدولة بقيادة «الصنديد» عذبي الفهد.
لذلك نتمنى كمواطنين بقلوب تملؤها الهواجس ان تنتهي سياسة «الطمطمة» إلى غير رجعة حيث لم نجن منها سوى ضعفنا وهواننا في أعين من حولنا.
لذا، فإن كانت الحكومة جادة وعازمة على المضي في أسلوب الشدة والحزم في كل ما يتعلق بأمن البلد، فما عليها سوى الاتكال على الله والضرب بيد الشيخ عذبي الففهد وأبطاله من خلال جهاز أمن الدولة وتفعيل القانون وعدم التدخل في عملهم نهائيا وإغلاق باب الترضيات والمساومات التي لولاها لما وصلنا الى ما نحن عليه الآن، بعد ذلك أجزم ويجزم كل مواطن شريف بأن مصير جميع الخلايا النائمة والشبكات التخريبية سواء من عناصر هيئة خدام المهدي (الملعونة) هي ومؤسسها أو من عناصر حزب «التأبين» او حزب الدعوة ومن غيرهم سيكون كمصير عناصر تنظيم القاعدة المدحور.
وعلى أعضاء الحكومة ان يتحركوا قبل ان يتحرك «الطابور الخامس».
قلناها من منطلق مسؤوليتنا الوطنية.. فهل أنتم فاعلون؟!